أحدث الأخبار
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد
  • 10:52 . "حماس" ترفض أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 10:49 . تجمع بين النصر والوصل.. نهائي كأس رئيس الدولة في 17 مايو... المزيد
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد

إنها الذاكرة.. وإننا ننسى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-06-2018

أولاً إليكم هذا الحلم القصير والمزعج ربما..

كان حلماً غريباً وحارقاً، مرّت عليه سنوات طويلة جداً، لكن طعمه أو الإحساس الذي وصلني من خلاله لم يذهب عني بعيداً، ظل يحوم حولي، وبقيت أتذكره، لقد رأيت فيما يرى النائم أن رصاصة منطلقة من مكان ما تقطع المسافة والزمن، كانت متوجّهة نحوي، كنت أرى انطلاقها الخاطف بعيني حتى اللحظة التي استقرت في جسدي، فشعرت بطعم الألم، وبرائحة احتراق اللحم، وبفداحة الوجع، ثم صحوت أتصبب عرقاً، ولن أسأل عن تفسير للحلم؛ لأن الحلم كما قال لي أحدهم كالطائر (إذا فسِّر وقع)! للحظة وأنا أقف مسمّرة في إحدى المناسبات لا أتذكر هذه الوجوه التي تتوالى أمامي، اكتشفت أن ذاكرتي خانتني، وأن الزمن الذي حجب تلك الوجوه التي لم أتذكرها كان بعيداً أو هكذا خُيل إليّ، هناك عمر وسنوات سقطت في المسافة بين زمنين ولحظتين وما من سبيل لتعديل أي شيء، فبين زمن الفراق وزمن اللقاء هناك دائماً فائض مفقود من الزمن، قلما يشعر به الناس، لكنه المسؤول الأول عن ضياع الأسماء وأصحابها، والملامح والتفاصيل! حين كانت الوجوه تتوالى أمامي كان من بقي منها على حاله في تجاويف الذاكرة يؤلمني مروره جداً، إن أكثر ما كان يؤلمني هو ذلك السؤال الذي سمعته مراراً: أين أنتم؟ أين اختبأتم في هذا العمر الذي عبر بيننا؟

كنت أشعر بألم شديد؛ لأن مجرد نسيان كل تلك الأسماء هزّ ذاكرتي وآلمها فعلاً، ولا أدري لماذا شعرت بالألم هل لأن عملية التذكر مؤلمة جسدياً أم لأنها تثير فينا تلك الحقيقة الشجية القديمة الأزلية حول العمر الذي يذهب والسنين التي تمر؟ فنحن ننتبه فجأة إلى أن الأيام قد مرّت وأننا كبرنا وبدأنا ننسى وأننا أثناء ذلك أسقطنا أو أهملنا أموراً كانت بالنسبة لنا كالماء والهواء، ثم وفي وهج الاندفاع اعتدنا أن نعيش من دونها حتى نسيناها أو على الأقل وضعناها جانباً دون أن ندرك ذلك.

زمن طويل مرّ بنا ونحن نعمل ونجتهد ونؤسس هذه الكيانات التي أصبحناها أخيراً، زمن طويل ونحن نتلقى التقدير والتكريم والمحبة والاحترام، كما تلقينا الصدمات وعشنا الإحباطات على حد سواء، هو العمر يمضي قاطعاً ما بين الضفتين وقد حمل لنا من هنا ومن هناك الكثير، ومنحنا ما نتمنى وأكثر أحياناً، لكنه أفقدنا أشياء أخرى جميلة كان لابد من فقدانها لنرى كل وجوه الحياة، فالأيام لا تمنحك حكمتها أو صلابتها دون أن تدفع ثمنها كاملاً!