أحدث الأخبار
  • 03:50 . الذهب يتراجع بعد ساعات من صعود قوي بفعل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 03:49 . أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد
  • 10:17 . "رويترز": لا تغيير في اتفاق "أوبك+" بشأن خطط تخفيض الإنتاج... المزيد
  • 10:15 . الشارقة يتعثر بالتعادل أمام الوحدات الأردني في أبطال آسيا 2... المزيد
  • 10:06 . مقتل ستة إسرائيليين في عملية مزدوجة بيافا وتل أبيب... المزيد
  • 09:59 . إيران تطلق دفعة جديدة من الصواريخ على الأراضي المحتلة... المزيد
  • 09:19 . الثوري الإيراني: سيتم استهداف "إسرائيل" مرة أخرى إذا ردت على أي هجوم... المزيد
  • 08:58 . عاجل.. إيران تقصف "إسرائيل" بمئات الصواريخ... المزيد

تركيا.. الخطوة القادمة

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 26-06-2018

بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب المتعمد في سعر الليرة والتحديات الكبيرة على المستويين الإقليمي والدولي، ما زال أردوغان يتمتع بشعبية مكنته من أن يفوز من الجولة الأولى على منافسيه، على الرغم من تحالف غير مسبوق ضده ضم «الشعب الجمهوري» و»السعادة» و»الحزب الصالح» المنشق عن الحركة القومية. دول عربية وغربية قادت حملة قبل الانتخابات عبر وسائل إعلامية وممارسات رسمية خلف وأمام الستار لكبح جماح «العدالة والتنمية». وحتى وإن خسر الحزب بعضاً من وجوده البرلماني، إلا أنه ما زال يتمتع عبر تحالفه مع الحركة القومية بأغلبية مريحة. والآن وبعد هذا النجاح الجديد للحزب والرئيس، ما هي الخطوة القادمة لتركيا؟
استطاعت تركيا تحت قيادة «العدالة والتنمية» تحقيق منجزات ضخمة، على مستوى الإصلاحات السياسية، والنمو الاقتصادي، وتعزيز بنية المجتمع. ولكن بعد عقد من الإنجازات، واجهت تركيا تحديات ضخمة؛ فمن الوضع الإقليمي المتوتر، إلى حدة الاستقطاب الداخلي، والأزمات المتلاحقة سياسياً واقتصادياً، وأعداء الداخل والخارج الذين لم يدّخروا جهداً في زعزعة الاستقرار، تقف تركيا اليوم صلبة، ولكن منهكة. والأخطر من هذا هو أن نجاح القيادة التركية في تجاوز الأزمات الأخيرة كلّف البلاد الكثير على مستوى تركيا النموذج؛ فالانقلاب الفاشل أفرز استقطاباً حاداً وإجراءات صعبة شكلت ضغطاً على الوحدة الوطنية التركية. والآن وبعد هذه الانتخابات التي يُتوقع أن يتبعها حالة استقرار نسبي نتيجة تراجع فرص الأطراف المعارضة في الداخل والخارج، يمكن للقيادة التركية التفكير استراتيجياً في تحقيق انتقال سلس إلى النموذج الرئاسي، وتجهيز تركيا لمرحلة ما بعد أردوغان التي تلوح في الأفق مع تقدم الرجل في العمر.
النظام الرئاسي والإصلاحات الدستورية تشكل موضوعاً خلافياً كبيراً في الشارع التركي، بين من يقول إنها مجرد أدوات لتكريس سطوة أردوغان على السلطة، وبين من يعتبرها حلاً وحيداً لحالة عدم الاستقرار السياسي. وفي كل حال، المهمة الآن أمام «العدالة والتنمية» هي إثبات نجاعة هذه الإصلاحات في تعزيز حكم القانون ودولة المؤسسات وتداول السلطة. ومن المهم كذلك تخفيف حدة الاستقطاب في المجتمع التركي، عبر حوار مجتمعي شامل، وتخفيف من الإجراءات التي تبعت الانقلاب الفاشل. المشكلة طبعاً أن كل ذلك لن يكون سهلاً إذا استمرت المحاولات البائسة التي تقودها دول في المنطقة بتواطؤ غربي لزعزعة الاستقرار التركي. لذلك، أمام الرئيس وفريقه تحدٍّ صعب للتعامل مع هذه الأزمات الطارئة، وعدم السماح لها بأن تكون عائقاً أمام الاستقرار السياسي.
أخيراً، ينزعج البعض من الذين يفرحون في العالم العربي بنصر أردوغان وحزبه، ويسوقون الاتهامات للفرحين، من اعتبارهم سذّجاً، إلى أن إعجابهم بالديمقراطية ليس صادقاً، وحتى إن الفرح هو من منطلق تحزبي فقط. لا شك أن الاختيار بيد الشعب التركي، وقد اختار. وربما يكون بعض ما وُصف به الفرحون في عالمنا العربي ينطبق على هذه الفئة أو تلك. لكن ما لا شك فيه هو أن «الانزعاج» العربي من فوز أردوغان ليس إلا كرهاً لمواقفه أو لمن يقف معه. فانزعجوا كما تريدون. فالرجل وحزبه اليوم يستمرون في الحكم بتفويض شعبي جديد. ومن يفرح له -أياً كان السبب- يحتفلون بنجاحه. وبالتوفيق لتركيا.;