تصاعدت الاحتجاجات في محافظات جنوب اليمن بشكل واسع، رفضاً لما يصفه معارضون، السياسات الإماراتية والسعودية في كافة محافظات الجنوب التي تحكم أبوظبي قبضتها عليها.
وشهد الأسبوع الماضي فعاليات مختلفة ضد التحالف السعودي الإماراتي خاصة بعد الإتهامات المتزايدة للقوات الإماراتية باستمرار التعذيب والاعتقال، في السجون السرية التي تديرها وخاصة في عدن وحضرموت.
فقد شهدت منطقة سيئون بمحافظة حضرموت، اجتماعاً موسعاً لقيادات الحراك الثوري الجنوبي الذي يرأسه الزعيم الجنوبي المعروف حسن باعوم.
وألقى باعوم كلمة عبر الهاتف في الإجتماع دعا فيها للخروج بقرارات حاسمة تكون أساساً لمرحلة نضالية تشمل حضرموت وجميع أنحاء الجنوب، لطرد ما وصفه "بالاحتلال المتعدد واستعادة السيادة والكرامة والحريات والحقوق في كامل أرضنا وسمائنا وبحرنا"، حسب تعبيره.
وأدان بيان صدر عن الإجتماع الإجراءات التي يقوم بها التحالف السعودي الإماراتي في محافظة حضرموت، ووصفها "بالممارسات الاحتلالية البشعة"، قائلاً: إن أبرز تلك الممارسات تكمن في إغلاق مطار الريان، ومنع الصيادين من الاصطياد في البحر، ومنع أبناء حضرموت من الاستفادة من مواردهم.
وأضاف البيان إن ممارسات “المحتل الجديد في حضرموت والجنوب” بلغت حد الحرمان من الحق في التعبير عن الرأي والاعتقال لسنوات دون محاكمات، وممارسات التعذيب البشعة ضمن سلسلة من السجون السرية، بالاضافة لترحيل المعتقلين إلى خارج أراضي الجنوب دون مسوغات، سوى “عنجهية الاحتلال الغاشم” حسب وصفه.
وتعهد المجتمعون التزامهم بالخط الثوري للحراك والوقوف في وجه كل من يحاول بيع القضية وفرض أمر واقع تصعب إزالته.
وتسيطر القوات الإماراتية بحضرموت على مناطق المكلا والساحل وأجزاء من الصحراء، وشكلت خلال العامين الماضيين قوات النخبة الحضرمية التي تشرف عليها، والمتهمة بوقف العمل في مطار الريان بالمكلا، وإنشاء سجون سرية واعتقال وتعذيب المئات من الناشطين في حضرموت.
وفي محافظة المهرة، تواصلت فعاليات الاعتصام المطالبة بالحفاظ على السيادة الوطنية، وتسليم منفذي شحن وصرفيت، وميناء نشطون ومطارالغيضة الدولي التي تسيطر عليها القوات السعودية إلى قوات الأمن المحلية والجيش، بحسب توجيهات الرئيس اليمني وعدم السماح لأي قوات غير رسمية بالقيام بالمهام الأمنية بالمحافظة بشكل عام والمنافذ الحدودية بشكل خاص .
وتسيطر القوات السعودية التي وصلت إلى محافظة المهرة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، على منفذي شِحن وصِرفَت البريين اللذين يربطان المهرة بسلطنة عمان.
كما منعت حركة الملاحة والصيد في ميناء نِشْطون على مضيق هرمز وحولت مطار الغيضة الدولي إلى ثكنة عسكرية، ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نشرت العام الماضي تقريراً تحت عنوان “عُمان تتخوف من نفوذ أبو ظبي في اليمن”، وقالت فيه إن أول هذه المخاوف هو الدور المتزايد لدولة الإمارات في الأجزاء الجنوبية من اليمن.
وذكرت الصحيفة أن بعض العمانيين يفسرون مساعي الإمارات للسيطرة على الأراضي والنفوذ في جنوب اليمن كمحاولة لمنافسة الاستثمارات التي تمولها الصين في مشروع الميناءالعماني “بالدقم” أو بشكل عام لتطويق السلطنة بشكل إستراتيجي.
وتعتبر محافظة المهرة بوابة اليمن الشرقية، وثاني أكبر المحافظات اليمنية بعد حضرموت، وتعادل مساحتها مساحة دولة الإمارات، وتمتاز بخلجانها وموانئها الطبيعية، ومناطقها السياحية الخلابة.