مع انطلاق عطلة المدارس، تحرص العديد من الجهات والمؤسسات العامة منها والخاصة على تنظيم معسكرات صيفية لاستقطاب الطلاب على اختلاف فئاتهم السنية واهتماماتهم. وهناك الكثير من الجهات الرسمية، وفي مقدمتها، المناطق التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم لها جهد مشكور ومتميز في هذا المجال تراكمت على مر السنين. كما أن هناك جهداً نوعياً يشار إليه بالبنان لنادي تراث الإمارات ومعسكره الصيفي في السمالية وكذلك في الفروع التابعة للنادي داخل أبوظبي وفي الضواحي.
كما تنشط أقسام الشرطة المجتمعية كذلك في هذا الجانب، إدراكاً من الجميع لأهمية الأمر، فليس الكل يسافر للخارج، وحتى إن سافر فلن يطول بالعائلة البقاء في الخارج لأكثر من أسبوعين أو شهر على أكثر تقدير، بينما الإجازة المدرسية طويلة والفراغ أطول، وتفرز بيئة لا يستفيد منها في حال عدم التخطيط بصورة مدروسة إلا رفاق السوء الذين يستدرجون ضحاياهم لأهدافهم الشريرة، وكلنا يتابع من خلال الحوادث التي تنشرها أقسام الشرطة تلك الأهداف والوقائع الإجرامية، وكانت خيوطها الأولى من لقاء عابر في وقت فراغ غير مستثمر بصورة مفيدة ومدروسة.
بعض رياض الأطفال والمدارس الخاصة تنظم مثل هذه المعسكرات الصيفية، وتلقى إقبالاً من أولياء الأمور، إدراكاً منهم لأهميتها، ولكون الوالدين يعملان فلا بديل أمامهما إلا إشراك أبنائهم في هذه المعسكرات المتفاوتة البرامج والمقار والإمكانيات. الشيء المشترك بينها المبالغة في رسم الاشتراك المطلوب، فالكثير منها يطلب رسماً لا يقل عن أربعة آلاف درهم للأسبوع للطالب الواحد، أي أن الشهر في المعسكر يصل لستة عشر ألف درهم للطالب، فكيف لو أن هناك ثلاثة طلاب للعائلة؟.
الجهات المعنية كالمدارس وكذلك الأندية الرياضية، وحتى مجالس الأحياء مدعوة للانخراط في جهد مشترك لتوفير منصات تستقطب النشء في برامج مفيدة ومسلية في الوقت ذاته، وتواكب اهتمامات الجيل الجديد وشغفه بالتقنيات، وتوظيف ذلك لشغل أوقات فراغه، وفي الوقت ذاته الاستفادة من طاقاته فيما يعود عليه بالنفع.
هناك الكثير من الأندية والمؤسسات الحكومية والمدارس لديها مقار لاستيعاب تنظيم الأنشطة والفعاليات الطلابية وبرسوم رمزية، وكانت ستوفر حلولاً عملية مناسبة للأسر، وتجعلها أكثر اطمئناناً لوجود أبنائها في أماكن تتبع جهات رسمية، وتطرح برامج مدروسة ومفيدة، وتعدهم جيداً ريثما يبدأ العام الدراسي التالي.