تقوم الإمارات، ومن خلال أجهزتها المختلفة، بجهود متواصلة ومتمددة على أكثر من صعيد للحفاظ على مجتمع معافى، ينعم أفراده بالصحة والحيوية، ليكونوا عناصر منتجة، تعزز مسيرة الخير والنهضة الشاملة التي تشهدها إمارات المحبة والعطاء، وفي هذا الإطار تابعنا المبادرات الحثيثة التي تقوم بها الجهات المعنية للتصدي لبعض الظواهر غير الصحية، مثل انتشار السمنة والأمراض المرتبطة بها كالسكري وعلل القلب والشرايين وغيرها.
وقد أثمرت هذه الجهود تراجعاً ملحوظاً في نسب الإصابة بالسمنة والبدانة المفرطة، جراء التشجيع على اتباع أنظمة غذائية صحية ومتوازنة، وممارسة الرياضة والنشاط الحركي.
وتابعنا مؤخراً كيف اجتمعت أكثر من 13 جهة في عاصمتنا الحبيبة لتعلن عن مبادرتها وتصميمها لرسم خريطة طريق للتصدي للسمنة في مجتمعنا، وذلك خلال الورشة الإبداعية التي جرى تنظيمها أواخر الشهر الماضي لاستعراض الخطوط العريضة التي جرى وضعها ضمن استراتيجية الدولة إجمالاً، وفي أبوظبي، «لإعداد جيل صحي، يتبع أسلوب الحياة الصحية، ويمارس الأنشطة البدنية، تحقيقاً لشعار «أبوظبي مجتمع معافى».
إن تفاعل مختلف قطاعات المجتمع مع هذه المبادرات، خاصة في الأوساط الشبابية والطلابية، يؤكد تنامي الوعي، وإدراك الآثار السلبية وغير الصحية للسمنة، وما ينجم عنها من أسقام وعلل، وما يترتب عليها من تعطيل لطاقات قطاعات من المجتمع هو في أمس الحاجة إليها. لقد تبلور هذا الوعي والإدراك كذلك في مبادرات العديد من المدارس الحكومية والخاصة، وهي تحرص على توفير الغذاء الصحي للناشئة في المقاصف التابعة لها.
كما يمكن أن نلحظ هذا الوعي والإدراك في تراجع إقبال الشباب على مطاعم الوجبات السريعة التي أجمع علماء وخبراء التغذية على مخاطرها، وما تتسبب فيه من أمراض السمنة والقلب والشرايين، وهو ما يستوجب فرض ضرائب إضافية عليها، وإلزامها بالإعلان عن مقدار السعرات الحرارية في وجباتها المقدمة، والتحذير منها، كما يجري في العديد من الدول الأوروبية وأميركا الشمالية.
إن من أبسط الواجبات علينا كأولياء أمور مساعدة أبنائنا رجال الغد وبناة المستقبل على تبني العادات الغذائية الصحية والصحيحة وممارسة الرياضة، ودعم جهود الدولة في هذا المجال، لأن مسؤولية بناء المجتمع المعافى مسؤولية الجميع.
وأخيراً كل الشكر لوزارة التربية والتعليم ودائرتي التعليم والمعرفة والصحة والمستشفيات التي تتضافر جهودها لتحقيق رؤية الإمارات لصنع مستقبل أكثر صحة وإشراقاً للأجيال، وإرساء نموذج عالمي مستدام في محاربة السمنة.