أحدث الأخبار
  • 10:01 . خامنئي يقول إنه حذر نصر الله من خطة إسرائيلية لاغتياله... المزيد
  • 09:03 . يخفض من خطر تكون حصى الكلى والالتهابات.. فوائد عدة لتناول كوب من الماء على الريق... المزيد
  • 09:03 . الرئيس الإيراني يصل قطر في أول زيارة خارجية له... المزيد
  • 07:18 . “حزب الله” يعلن تصديه لقوة إسرائيلية راجلة حاولت التسلل إلى جنوب لبنان... المزيد
  • 07:16 . سلطنة عُمان تدعو لضبط النفس لتجنيب المنطقة مخاطر الحروب... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: إيران ارتكبت خطأ كبيراً وستدفع ثمنه... المزيد
  • 03:50 . الذهب يتراجع بعد ساعات من صعود قوي بفعل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 03:49 . أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد

سوق اللغة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 13-07-2018

ينقل الدكتور أحمد بن نعمان في كتابه «مستقبل اللغة العربية» عن الباحث جورج الكافوري قوله: «اللغة ترتقي بارتقاء أهلها وتنحط بانحطاطهم، وما بلغت العربية غاية الرقي التي وصلت إليها إلا في أوج قوة الأمة العربية ونهضتها ورقيها السياسي والعلمي والاقتصادي».

ويذكر الكافوري أن إقبال الأوروبيين على العربية وتعلمها، أثار خشية بعضهم من أن تتغلب على لغتهم وتحل محلها. ومن ذلك ما ذكره أسقف قرطبة في حينه: «إن اللغة العربية قد فتنتنا بعذوبة ألفاظها وبلاغة إنشائها، ولا تكاد تجد فينا من يقرأ الكتب المقدسة باللغة اللاتينية، وجميع شبابنا الأذكياء لا يعرفون غير لغة العرب، فكلما قرؤوا كتبهم ودرسوا آدابهم ازدادوا إعجاباً بهم، فإذا حدثتهم عن كتاب من كتب اللاتينية سخروا منه، وقالوا إن الفائدة منه لا تساوي التعب في قراءته». 
 
ولعل واقع اللغة العربية اليوم هو عكس ما كان عليه في السابق، حيث أصبحت اللغة الأجنبية تتغلب عليها في معظم المجالات، وأخطرها مجال التعليم، رغم الأبحاث والدراسات الكثيرة التي أوضحت بجلاء أن النهضة العلمية والفكرية والصناعية لا تتحقق لأي أمة إلا من خلال التعليم بلغتها القومية، أي في مناخ اللغة الوطنية وثقافتها. وقد حدث ذلك في أغلب الدول التي نهضت وتطورت، سواء ألمانيا أو فرنسا أو الدول الاسكندنافية أو اليابان أو الصين أو ماليزيا أو كوريا الجنوبية أو سنغافورة.. إلخ. وهذه الدول جميعاً تنفق ميزانيات ضخمة في سبيل الترويج للغاتها القومية، ففرنسا مثلاً ألغت ديوناً لها بقيمة 16 مليار دولار على البلدان الأفريقية الخمسة والثلاثين الأكثر فقراً، مقابل استمرار هذه الدول في ضمان الدور المتفوق للغة الفرنسية. وألمانيا لديها قسم لترويج اللغة الألمانية يخصص نحو نصف ميزانية الثقافة لدعم اللغة الألمانية. كما تستخدم أميركا خَمس هيئات مختلفة للترويج للغة الإنجليزية. وأدت جهود اليابان إلى رفع قيمة لغتها في سوق اللغات العالمية.

ولا تزال المكانة البارزة التي أحرزتها اللغة الإنجليزية في العالم من دون منازع حتى الآن، إذ أصبحت اللغة المهيمنة على المطبوعات العلمية، واللغة الرئيسة للمنظمات الدولية ووسائل الإعلام، بل تشكل سوقاً جذابة لصناعة كاملة: ناشرين، ومدارس لغات، ومناهج تعليمية، ومواد سمعية وبصرية، ومنتجي برامج تعلم اللغة.. إلخ، وتتحقق من وراء ذلك مكاسب مالية هائلة ربما تضاهي عائدات الإنتاج النفطي في العديد من الدول. كما تتحمل وإيرلندا، وهي أفقر دولة أوروبية، نفقات كثيرة للحفاظ على اللغة الإيرلندية، باعتبارها رمز الهوية الوطنية للبلاد.

كثيرون اليوم أصبحوا مولعين باللغة الأجنبية على حساب لغتهم الوطنية، حتى أصبح بعض الشباب الأذكياء لا يعرفون غير اللغة الأجنبية ولا يفكرون إلا بها، وكلما قرأ أحدهم كتاباً باللغة العربية قال إن «الفائدة منه لا تساوي التعب في قراءته».

وهكذا نسي العرب لغتهم العربية ووقعوا في فخ «اللغة الأجنبية»، وهو أمر دفع البعض للانحراف وأوقعه في شباك التطرف، بعد أن فهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بصورة خاطئة.

واللغة، حسب الفيلسوف الألماني «فيخته»، تؤثر في الشعب وتأثيرها لا حد له، إذ يمتد إلى التفكير والإرادة والعواطف. والتأثير الذي تحدث عنه «فيخته» هو الذي أوجد أمة عربية مترابطة، رغم أنها لا تمثل كياناً سياسياً موحداً، لكنها (حسب الكاتب أحمد بهاء الدين) كيان حضاري لديه فرصة نادرة لجعل لغته قوة حقيقية وسلاحاً من أقوى الأسلحة في كل معاركه، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية.. ووسيلة خلاّقة للمنافسة في المضامير العالمية.