أحدث الأخبار
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 10:26 . البرهان يزور تركيا مع اشتداد المعارك مع قوات الدعم السريع... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد

الطريق الوحيد غير موجود!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-07-2018

هذه العبارة لها بريق خاص، إنها حقيقية وحكيمة بقدر ما يرى فيها الكثيرون نزعة للغرور الذي عرف به صاحب المقولة! مع ذلك فالفيلسوف الألماني فردريك نيتشه يؤكد «لك طريقك، ولي طريقي، أما الطريق الصحيح؛ الطريق الوحيد، فهو غير موجود». نيتشه الباحث والمفكر الحانق على بلده الذي لم يحتفِ به كما بقية دول أوروبا، حين لم تجد أفكاره الطريق سالكاً إلى عقول الألمان وتحديداً، أولئك المنتمين للهيئات العلمية والبحثية، لقد اعتبروه إنساناً عنصرياً يؤلّه القوة ويدعو ويتخذ موقفاً من المرأة، ومن إشاعة حق القراءة، ويفضّل سيطرة الرجل القوي المحارب صاحب الكلمة الوحيدة في تحديد معايير الأخلاق الفضلى!

على غلاف كتابه الشهير «هكذا تكلم زرادشت»، عنوان آخر يستوقف أي قارئ وهو «كتاب للجميع ولا لأحد»، لأن نيتشه لا يبحث عن أي قارئ! فهو شديد الحساسية تجاه القراء، إنه يبحث عن طائفة بعينها من القراء: مفكرين وأحراراً! فالقراء كأي طريق ليست سهلة، ولا يجب أن تكون متاحة للجميع! إنها عمل شاق بحاجة للقوة والصبر والمثابرة، لا للكسل، والحقيقة أن زرادشت عندما قال إنني أبغض كل قارئ كسول، كان محقاً!

حين كتب نيتشه «هكذا تكلم زرادشت» عام 1885، لم يكن أمر نشر الكتاب يسيراً، كما أنه لم يجد الاستقبال الذي تمناه في الجامعات الألمانية التي واجهته بإهمال ورفض، لأنه كان يناقض الفلسفة والأفكار الشائعة في تلك الفترة، مع ذلك فقد مضى نيتشه في طريقه الذي آمن به.

اليوم يحقق الكتاب نسبة ترجمة عالية جداً في جميع دور النشر حول العالم، مع نسبة مبيعات مستمرة رغم مرور ما يقارب الـ 200 سنة على صدوره، حتى إنني كنت أقف مع ناشر الكتاب في معرض القاهرة ذات يوم، فجاء شاب يسأل عن هذا الكتاب تحديداً (فرد عليه الناشر، هل قرأت لنيتشه سابقاً؟ فأجاب الشاب، نيتشه مين؟ جئت أبحث عن «هكذا تكلم زرادشت» فهناك من تحدث عنه في «فيسبوك» وقد أغراني ذلك الحديث!

هذا الموقف قادني إلى نتيجتين: إن الشباب العربي لا يتوانى في القراءات المعمقة، أياً كان عمرها الزمني، ومستواها الفكري، فهناك شباب جامعيون يعتبرون صغاراً نسبياً على مقاربة أفكار فلسفية كثيفة، وكتب ذات مسارات فلسفية معقدة ككتب نيتشه، وفرانز كافكا، وألبير كامو، وإميل سيوران، وميشيل فوكو وغيرهم.. مع ذلك فبعض هؤلاء الشباب قد خصصوا قنوات على اليوتيوب لتقديم قراءات ومراجعات غاية في الجدية، وهم يؤثرون في متابعيهم من الشباب الصغار-وهذه هي النتيجة الثانية-. إن ذلك أفضل من ذهابهم في طرقات أخرى، وإن كانت الحياة طرقات وليست طريقاً أوحد أو وحيداً حسب كلام الفيلسوف، يبقى أن نؤمن نحن بأحقية الآخر في الاختيار، فهل نملك هذا الإيمان؟