أحدث الأخبار
  • 12:39 . استثنى معتقلي الرأي .. رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن أكثر من ألفي سجين بمناسبة عيد الاتحاد... المزيد
  • 12:38 . "كأس رئيس الدولة للخيول العربية" تنطلق بأبوظبي 15 ديسمبر... المزيد
  • 12:19 . النفط يتراجع بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين بالولايات المتحدة... المزيد
  • 12:09 . أسعار الذهب تتراجع بضغط من ارتفاع الدولار... المزيد
  • 11:19 . قرقاش: آن الأوان لاستعادة الهدوء ووقف الحرب في غزة... المزيد
  • 11:17 . متظاهرون إسرائيليون قبالة منزل نتنياهو يطالبون باتفاق لتبادل الأسرى في غزة... المزيد
  • 11:06 . الصين تطلق سراح ثلاثة أمريكيين بعد سنوات من الدبلوماسية... المزيد
  • 11:05 . باحثون أستراليون يطورون روبوتات متناهية الصغر لعلاج السرطان... المزيد
  • 11:05 . لامين جمال يفوز بجائزة الفتى الذهبي لعام 2024... المزيد
  • 11:03 . أبطال أوروبا.. ليفربول يحسم المواجهة الكبيرة ضد ريال مدريد المتعثر بثنائية نظيفة... المزيد
  • 10:49 . يوفنتوس يتعثر ودورتموند يرتقي للمركز الرابع في أبطال أوروبا... المزيد
  • 02:56 . "الدفاع" تعلن وفاة أحد جنود قواتنا المسلحة بجراح أصيب بها في اليمن عام 2015... المزيد
  • 02:55 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت الخميس تمهيدا لقمة القادة مطلع ديسمبر... المزيد
  • 10:57 . رئيس وزراء قطر: نعمل على وضع رؤية عربية مشتركة تجاه أزمات المنطقة... المزيد
  • 09:04 . مدعي الجنائية الدولية يطلب اعتقال الحاكم العسكري في ميانمار... المزيد
  • 07:32 . حزب الله يستعد لتشييع حسن نصر الله... المزيد

الطريق الوحيد غير موجود!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-07-2018

هذه العبارة لها بريق خاص، إنها حقيقية وحكيمة بقدر ما يرى فيها الكثيرون نزعة للغرور الذي عرف به صاحب المقولة! مع ذلك فالفيلسوف الألماني فردريك نيتشه يؤكد «لك طريقك، ولي طريقي، أما الطريق الصحيح؛ الطريق الوحيد، فهو غير موجود». نيتشه الباحث والمفكر الحانق على بلده الذي لم يحتفِ به كما بقية دول أوروبا، حين لم تجد أفكاره الطريق سالكاً إلى عقول الألمان وتحديداً، أولئك المنتمين للهيئات العلمية والبحثية، لقد اعتبروه إنساناً عنصرياً يؤلّه القوة ويدعو ويتخذ موقفاً من المرأة، ومن إشاعة حق القراءة، ويفضّل سيطرة الرجل القوي المحارب صاحب الكلمة الوحيدة في تحديد معايير الأخلاق الفضلى!

على غلاف كتابه الشهير «هكذا تكلم زرادشت»، عنوان آخر يستوقف أي قارئ وهو «كتاب للجميع ولا لأحد»، لأن نيتشه لا يبحث عن أي قارئ! فهو شديد الحساسية تجاه القراء، إنه يبحث عن طائفة بعينها من القراء: مفكرين وأحراراً! فالقراء كأي طريق ليست سهلة، ولا يجب أن تكون متاحة للجميع! إنها عمل شاق بحاجة للقوة والصبر والمثابرة، لا للكسل، والحقيقة أن زرادشت عندما قال إنني أبغض كل قارئ كسول، كان محقاً!

حين كتب نيتشه «هكذا تكلم زرادشت» عام 1885، لم يكن أمر نشر الكتاب يسيراً، كما أنه لم يجد الاستقبال الذي تمناه في الجامعات الألمانية التي واجهته بإهمال ورفض، لأنه كان يناقض الفلسفة والأفكار الشائعة في تلك الفترة، مع ذلك فقد مضى نيتشه في طريقه الذي آمن به.

اليوم يحقق الكتاب نسبة ترجمة عالية جداً في جميع دور النشر حول العالم، مع نسبة مبيعات مستمرة رغم مرور ما يقارب الـ 200 سنة على صدوره، حتى إنني كنت أقف مع ناشر الكتاب في معرض القاهرة ذات يوم، فجاء شاب يسأل عن هذا الكتاب تحديداً (فرد عليه الناشر، هل قرأت لنيتشه سابقاً؟ فأجاب الشاب، نيتشه مين؟ جئت أبحث عن «هكذا تكلم زرادشت» فهناك من تحدث عنه في «فيسبوك» وقد أغراني ذلك الحديث!

هذا الموقف قادني إلى نتيجتين: إن الشباب العربي لا يتوانى في القراءات المعمقة، أياً كان عمرها الزمني، ومستواها الفكري، فهناك شباب جامعيون يعتبرون صغاراً نسبياً على مقاربة أفكار فلسفية كثيفة، وكتب ذات مسارات فلسفية معقدة ككتب نيتشه، وفرانز كافكا، وألبير كامو، وإميل سيوران، وميشيل فوكو وغيرهم.. مع ذلك فبعض هؤلاء الشباب قد خصصوا قنوات على اليوتيوب لتقديم قراءات ومراجعات غاية في الجدية، وهم يؤثرون في متابعيهم من الشباب الصغار-وهذه هي النتيجة الثانية-. إن ذلك أفضل من ذهابهم في طرقات أخرى، وإن كانت الحياة طرقات وليست طريقاً أوحد أو وحيداً حسب كلام الفيلسوف، يبقى أن نؤمن نحن بأحقية الآخر في الاختيار، فهل نملك هذا الإيمان؟