يحل فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة اليوم ضيفاً على الإمارات في أول زيارة رسمية إلى الخارج، بعد إعادة انتخابه، وفي أول محطة من جولة خارجية.
احتفاء الإمارات رسمياً وشعبياً بضيف البلاد الكبير، إنما هو احتفاء وترحيب بتاريخ حافل من التعاون والصداقة المتميزة التي أثرتها الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين الصديقين، وارتقت بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب من الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد، لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين، وبناء جسور من التعاون في مختلف الميادين والمجالات.
عندما تتفاعل الإمارات مع مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقتها الصين، فإنما هو تفاعل مع جهد محوري تقوده بكين لاعباً مؤثراً على الساحة الإقليمية والدولية، مبادرة تستلهم التاريخ على «طريق الحرير» نحو مستقبل أفضل من التعاون لمصلحة الشعوب.
لقد مهدت الإمارات لاستقبال ضيف البلاد الكبير بجملة من الفعاليات التي تعبر عن الترحيب والاعتزاز بمستوى الصداقة على أعلى المستويات، وقد أفردت للجانب الثقافي حيزاً واسعاً من تلك المناشط والفعاليات، امتداداً لنظرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أثمرت زيارته التاريخية للصين في العام 1990 عن تأسيس أول مركز يحمل اسمه لتدريس اللغة العربية في جامعة بكين، وكذلك تدريس اللغة الصينية في مدرسة حمدان بن زايد بأبوظبي، إدراكاً من المؤسس وقيادتنا الحكيمة بأن الثقافة والآداب والفنون مفتاح التفاهم بين الحضارات والشعوب.
وعلى امتداد فعاليات الأسبوع الإماراتي الصيني الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في منارة السعديات كنا على موعد مع جملة من صور الفنون وتفاصيل حضارة وآداب الصين الضارب جذوره في التاريخ.
ومازلت أتذكر مشاهد الدهشة والتقدير والانبهار والاحترام على وجوه جموع الزوار الصينيين لجناح دولة الإمارات في معرض إكسبو شنغهاي العام 2010، وهم يستمعون لكلمة ترحيبية بلغة صينية سليمة من الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، حضور وتمكن لغوي وثقافي بهي ثمرة نهج زايد.
وإذا كان التاريخ يذكر للصين الصديقة سورها العظيم، فإنه يخلد الإمارات بما شيدته من جسور عظيمة من الصداقة والانفتاح والتواصل الحضاري مع شعوب العالم في مشارق الأرض ومغاربها، انطلاقاً من نهج زايد وقيم التسامح والتعايش التي آمن بها مبكراً لأجل خير البشرية.. وأهلاً بفخامة الرئيس شي جين بينغ.