أحدث الأخبار
  • 10:06 . وكالة: الخليجيون سعوا لطمأنة إيران عن حيادهم في حربها مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:58 . "فلاي دبي" تعلن استئناف الرحلات مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:05 . "تدوير" تعلن بدء أول الاستثمارات الخارجية في غضون عامين... المزيد
  • 07:51 . في زيارة هي الثانية خلال شهرين.. رئيس الدولة يصل مصر... المزيد
  • 07:49 . النهضة التونسية: لا يوجد أي مناخ ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية... المزيد
  • 06:41 . وفاة عضو من الحرس الثوري الإيراني أُصيب في غارة إسرائيلية بدمشق... المزيد
  • 12:02 . وزير خارجية لبنان: نصر الله وافق على وقف إطلاق النار المؤقت قبل أيام من اغتياله... المزيد
  • 12:01 . أمير قطر: ما يجري في غزة إبادة جماعية... المزيد
  • 11:24 . ارتفاع أسعار النفط مع تزايد الصراع في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:23 . 30 مليار درهم تمويلات البنوك للقطاعين التجاري والصناعي خلال النصف الأول... المزيد
  • 11:23 . "هيئة المعرفة" تعلن تفاصيل استراتيجية التعليم 33 في دبي... المزيد
  • 11:19 . ليل الفرنسي يسقط الريال بهدف وينهي سلسلة اللاهزيمة للملكي في أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:03 . مندوب الاحتلال بالأمم المتحدة: ردنا على إيران سيكون محسوبا... المزيد
  • 11:00 . بينها الكيوي والبطيخ.. أفضل 10 فواكه لفقدان الوزن... المزيد
  • 10:56 . دول الخليج تحذر من تداعيات التصعيد وتدعو لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان... المزيد
  • 10:49 . لبنان.. مقتل 46 شخصا وإصابة 85 الأربعاء جراء العدوان الإسرائيلي... المزيد

كأصدقاء حميمين.. وأكثر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 20-07-2018

لنتحدث كأصدقاء قدامى يبوحون لبعضهم بتلك الأسرار الصغيرة التي لا يمكن للإنسان أن يقولها إلا لأصدقائه المقربين جداً، الذين صحبهم وجربهم طويلاً، على مدى سنوات بعيدة، اختلف واتفق معهم، غضب وابتعد ثم عاد يبحث عنهم، سافروا معاً وتقاسموا الأكل في الطبق ذاته، وربما شربوا من زجاجة المياه المعدنية نفسها ذات ظهيرة، وهم يتسكعون في شوارع مدينة يكاد يغمى عليهم من شدة حرها، شاكسوا بعضهم بكلمات خارجة على حدود اللياقات أحياناً، لا شك أنهم لائقون ومهذبون جداً، لكنهم يفعلون ذلك إمعاناً في إظهار القرب ومتانة الصداقة بينهم، لنتحدث كهؤلاء إن استطعنا.

كأصدقاء حميمين نعرف بعضنا جيداً، ونحتمل بعضنا ونتلمس هموم وقلق بعضنا بعضاً، أريد أن أفضي لكم بسر صغير: إن الكاتب الذي تجلسون إليه كل صباح أو كل ظهيرة أو كلما سمح لكم الوقت بقراءة شطحات ذهنه اليومية، يجلس أحياناً كثيرة متأملاً أمامه، يتأمل لأكثر من ساعة أحياناً، يطارد فكرة أو يبحث عن معنى، ثم يتنبه إلى أنه قد أطال التأمل دون نتيجة، لقد كان يتأمل تلك الفتاة التي في اللوحة والتي تقرأ جريدة الصباح في مطبخها البسيط بحسب ما توحي به انعكاسات الضوء، تعطي الناظر إليها ظهرها فلا يبدو وجهها ولكن الجريدة التي بين يديها تبدو واضحة من خلف كتفيها، حين تأملها مساء البارحة فكر بجدية واضحة: ماذا كانت تقرأ تلك الفتاة في مطبخها البسيط في ذلك الصباح؟

يكتشف كاتبكم أنه كان معنياً تماماً بالجريدة التي بين يدي الفتاة أكثر من عنايته بالفتاة، كان معنياً بفكرة الموضوع الذي يمكن أن يكون قد لفت نظرها وسحبها تماماً من عالمها الظاهر إلى عالم تلك التفاصيل التي تقرأها، فإذا به يسأل نفسه: كم فتاة بسيطة تجلس الآن في مطبخها البسيط تقرأ باهتمام حقيقي -كفتاة اللوحة- ما كتبه البارحة؟ وكم رجلاً يقرأ جريدته بتركيز واضح بينما يرفع عينيه كلما طرقت أذنيه وقع خطوات داخلة أو خارجة من المقهى الذي يجلس فيه؟

هو لا يدري كم عدد الذين يقرأونه، أو من هم على وجه التحديد، أو إن كان أحد يقرأ من الأساس ما كابد ليكتبه مساء البارحة، لكنه يعلم أنه يكابد طويلاً ويفتش كثيراً ليكتب هذا الذي تقرأونه، وهذه معاناة يومية يتورط فيها كاتبكم الذي تجلسون إليه صباحاً أو مساء لتفتشوا جيوب لغته بحثاً عن نواياه وأخطائه، بينما يحاول هو أن يكتب لكم موعد لقائه بكم بلغة تشبه عين الحسناء التي إن نظرت إليها فلا تملك سوى أن تستمر في النظر، أو تستمر في القراءة!