أحدث الأخبار
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 10:26 . البرهان يزور تركيا مع اشتداد المعارك مع قوات الدعم السريع... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد

الوديعة.. لا شيء تغيّر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-07-2018

لفتتني تلك الحكاية وبشدة، مسّت قلبي حركة ذلك الرجل الفلسطيني وهو يفتح أمام كاميرات التلفزيون صندوقاً حديدياً، مستخرجاً منه لفافة اصفرّ لونها بحكم تقادم الزمن، ذكّرتني طريقة ربط اللفافة بجدتي حين كانت تلف شيئاً ثميناً كبعض الحلي مثلاً، أو كمبلغ نقدي، لم تمتلك هذه العجوز حافظة نقود يوماً، ولا أظنها امتلكت خزنة حديدية، كانت تضع الأشياء في قطعة قماش، وتلفها ثم تربطها وتدسها تحت كومة الثياب في خزانتها الشخصية، ومن ثم تغلق باب الخزانة بمفتاح صغير حين صار لديها خزانة ثياب خاصة، وبذلك تكون قد أمّنت وحفظت وديعتها من الضياع كما كانت تظن، وكان ظنها يصدق عادة وليس دائماً!

حين فتح الرجل اللفافة ظهرت كمية من الأوراق النقدية كتب عليها «الدولة العثمانية العلية»، وبتاريخ هجري قديم يعود للعام 1331، وقد تجاوز حجم الورقة النقدية حجم كف الرجل، عد النقود أمام الكاميرا وقال بفلسطينية واضحة «هذه الوديعة موجودة لدينا كما هي وعلى حالها منذ تسلمناها!».

ولقد تسلمتها عائلته منذ 103 أعوام، أي في العام 1915 تقريباً حين كان أحد الجنود العثمانيين في طريقه للقتال أثناء الحرب العالمية الأولى، التي لم يعد منها حياً، فضاع أثر الجندي، وخضعت فلسطين للاحتلال البريطاني منذ العام 1917، بينما بقيت الوديعة التي كانت عبارة عن 152 ليرة عثمانية (30 ألف دولار بحسابات اليوم) في خزينة العائلة الفلسطينية بنابلس حتى اليوم دون أن يطالب بها أحد!

هذه الحكاية تصلح أن تتحول لعمل درامي رصين وموضوعي بعيداً عن بذخ قصور بني عثمان وعوالم المحظيات وصراعات النساء في حرملك السلاطين! عمل يرصد التحولات التي مر بها تاريخ وأوضاع فلسطين تحديداً والوطن العربي بشكل عام في علاقته بالاحتلال العثماني منذ مابعد معركة «مرج دابق» التي انتهت بهزيمة المماليك ودخول العرب حقبة الحكم العثماني عام 1516م.

لقد تغلغلت الحكاية في داخلي وذهبت هناك الى الأبعد، الى حيث امرأة بسيطة سمعت حكايتها من والدتي، غادرها زوجها طويلاً في سنوات الكفاف بحثاً عن الرزق، وكان كلما جمع مالاً أرسله لها مع أحد العائدين، وكانت لا تملك ما تحفظ فيه المال، فذهبت به تحفظه في ذمة أحد الوجهاء، وحين جاءت تطلبه منه أنكر الأمر جملة وتفصيلاً وتركها في قهرها تتساءل عن من أودعوا ذممهم الفراغ، حين أودعتهم هي أحلامها وشقاء العمر.