أحدث الأخبار
  • 01:06 . رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يصل أبوظبي... المزيد
  • 01:06 . علي النعيمي على رأس وفد من أبوظبي في "إسرائيل" للتعزية بوفاة الحاخام اليهودي... المزيد
  • 09:56 . النرويج: نعمل ضمن تحالف عربي أوروبي لتحقيق حل الدولتين... المزيد
  • 09:55 . أكثر من 60 نائبا بريطانيا يطالبون بفرض عقوبات على الإحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:15 . أصابت تسعة إسرائيليين بينهم جنود.. "القسام" تتبنى عملية مستوطنة أرئيل... المزيد
  • 06:53 . "المعارضة السورية" تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب... المزيد
  • 06:52 . ارتفاع أسعار الذهب وهبوط الدولار... المزيد
  • 11:59 . أضرار التدخين السلبي على الأطفال.. تعرف عليها... المزيد
  • 11:59 . تأجيل اجتماع "أوبك بلس" الوزاري إلى خمسة ديسمبر... المزيد
  • 11:58 . بوتين يهدد بضرب كييف بصاروخ فرط صوتي بعد استهداف شبكة الطاقة... المزيد
  • 11:57 . أسعار النفط تتأرجح بين المخاوف الجيوسياسية وتأجيل اجتماع "أوبك+"... المزيد
  • 11:56 . رئيس الدولة في يوم الشهيد: الإمارات ستظل وفيّة للقيم التي جسدتها بطولات شهدائها... المزيد
  • 11:56 . رئيس السنغال: وجود القواعد العسكرية الفرنسية يتعارض مع السيادة الوطنية... المزيد
  • 11:54 . المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي بالكامل... المزيد
  • 11:53 . تشاد تعلن إنهاء اتفاق دفاعي مع فرنسا... المزيد
  • 11:52 . تقرير سري للطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم... المزيد

الوديعة.. لا شيء تغيّر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-07-2018

لفتتني تلك الحكاية وبشدة، مسّت قلبي حركة ذلك الرجل الفلسطيني وهو يفتح أمام كاميرات التلفزيون صندوقاً حديدياً، مستخرجاً منه لفافة اصفرّ لونها بحكم تقادم الزمن، ذكّرتني طريقة ربط اللفافة بجدتي حين كانت تلف شيئاً ثميناً كبعض الحلي مثلاً، أو كمبلغ نقدي، لم تمتلك هذه العجوز حافظة نقود يوماً، ولا أظنها امتلكت خزنة حديدية، كانت تضع الأشياء في قطعة قماش، وتلفها ثم تربطها وتدسها تحت كومة الثياب في خزانتها الشخصية، ومن ثم تغلق باب الخزانة بمفتاح صغير حين صار لديها خزانة ثياب خاصة، وبذلك تكون قد أمّنت وحفظت وديعتها من الضياع كما كانت تظن، وكان ظنها يصدق عادة وليس دائماً!

حين فتح الرجل اللفافة ظهرت كمية من الأوراق النقدية كتب عليها «الدولة العثمانية العلية»، وبتاريخ هجري قديم يعود للعام 1331، وقد تجاوز حجم الورقة النقدية حجم كف الرجل، عد النقود أمام الكاميرا وقال بفلسطينية واضحة «هذه الوديعة موجودة لدينا كما هي وعلى حالها منذ تسلمناها!».

ولقد تسلمتها عائلته منذ 103 أعوام، أي في العام 1915 تقريباً حين كان أحد الجنود العثمانيين في طريقه للقتال أثناء الحرب العالمية الأولى، التي لم يعد منها حياً، فضاع أثر الجندي، وخضعت فلسطين للاحتلال البريطاني منذ العام 1917، بينما بقيت الوديعة التي كانت عبارة عن 152 ليرة عثمانية (30 ألف دولار بحسابات اليوم) في خزينة العائلة الفلسطينية بنابلس حتى اليوم دون أن يطالب بها أحد!

هذه الحكاية تصلح أن تتحول لعمل درامي رصين وموضوعي بعيداً عن بذخ قصور بني عثمان وعوالم المحظيات وصراعات النساء في حرملك السلاطين! عمل يرصد التحولات التي مر بها تاريخ وأوضاع فلسطين تحديداً والوطن العربي بشكل عام في علاقته بالاحتلال العثماني منذ مابعد معركة «مرج دابق» التي انتهت بهزيمة المماليك ودخول العرب حقبة الحكم العثماني عام 1516م.

لقد تغلغلت الحكاية في داخلي وذهبت هناك الى الأبعد، الى حيث امرأة بسيطة سمعت حكايتها من والدتي، غادرها زوجها طويلاً في سنوات الكفاف بحثاً عن الرزق، وكان كلما جمع مالاً أرسله لها مع أحد العائدين، وكانت لا تملك ما تحفظ فيه المال، فذهبت به تحفظه في ذمة أحد الوجهاء، وحين جاءت تطلبه منه أنكر الأمر جملة وتفصيلاً وتركها في قهرها تتساءل عن من أودعوا ذممهم الفراغ، حين أودعتهم هي أحلامها وشقاء العمر.