قبل سنوات بعيدة، كنت في أحد بلدان أوروبا الشرقية، أتحدث مع مجموعة من الدارسين الجامعيين، عن الحياة وبيئة الأعمال في الإمارات، وعندما ذكرت لهم أن تركيب خط هاتفي أرضي لا يستغرق أكثر من 24 ساعة، تبادلوا النظرات بينهم، معتقدين أنها مبالغات وترويج إعلامي، فقد كان مثل هذا الإنجاز بالنسبة لهم من الأحلام، خاصة تركيب خط منزلي!!. وتركتهم وسط تلك الدهشة التي لم تغادرهم، ولم يسعفني الكتاب السنوي لوزارة الإعلام والثقافة وقتها في إيراد ما يعزز المعلومة التي لم تكن بين المؤشرات المرصودة حينها.
أستعيد ذلك الموقف بينما نحتفي اليوم بإنجاز جديد يضاف لوطن الإنجازات، والإمارات تتبوأ المركز السادس عالمياً في «مؤشر الخدمات الذكية»، والأول إقليمياً وعربياً وخليجياً، متقدمة على دول كبيرة ومتقدمة مثل كوريا الجنوبية، كندا وألمانيا وروسيا والبرتغال وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، بحسب تقرير للأمم المتحدة يضم 193 دولة، والصادر عن لجنة المنظمة الدولية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية للعام 2018 والمعني كذلك بجاهزية البنية التحتية للاتصالات على مستوى العالم، وتنمية الحكومات الإلكترونية «الذكية».
إنجاز لم يكن ليتحقق لولا تلك الرؤية الثاقبة والمتابعة الدؤوبة لفارس المبادرات وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الفارس الذي أطلق سباق التحدي قبل خمس سنوات، معلناً أنه سيقيم حفل وداع لغير القادرين على مواكبة التحدي، وحدد مهلة لا تتجاوز 24 شهراً لتحويل الخدمات الحكومية إلى «ذكية».
فريق العمل من 50 جهة حكومية عمل على تحقيق رؤية محمد بن راشد، لتحقيق هذا الإنجاز، وقد عبّر سموه عن فخره واعتزازه بالفريق والإنجاز، وأكد في الوقت ذاته سقف الطموح، بأن الحفل الكبير والاحتفاء بهم، سيكون عند تحقيق المركز الأول عالمياً.
إنجاز يتحقق ونحن على مشارف تحقيق رؤية الإمارات 2021، واستحقاقات جمة تحل مع اليوبيل الذهبي للدولة، ويضع الجميع أمام مسؤولياته على الطريق نحو «مئوية الإمارات 2071»، ووضع الدولة في صدارة مؤشرات التنافسية العالمية، وبما يرسخ ويعزز جهود القيادة الرشيدة لإسعاد المواطنين والمقيمين من خلال الحكومة الذكية والأداء الذكي، ويجعلها تعمل على مدار الساعة و7 أيام في الأسبوع، بحيث لا تتعطل مصالح الناس، وتمضي مسيرة الخير نحو آفاق أرحب لما فيه رخاء وازدهار الوطن والمواطن.