أطلقت قوات الأمن العراقية مجدداً، أمس الأربعاء، النار في محاولة لتفريق تظاهرة جديدة في البصرة جنوب العراق، غداة يوم من الاحتجاجات الأكثر دموية قتل خلاله ستة أشخاص.
واحتشد بضعة آلاف من المتظاهرين عصراً أمام مقر المحافظة في وسط المدينة، في مواجهة قوات الأمن التي أطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.
ورغم ذلك لم يتمكن الجنود وعناصر الشرطة المنتشرون على أطراف المبنى من وقف موجات المتظاهرين، الذين كانوا يردون برمي زجاجات حارقة وعصي.
وقالت وسائل إعلام إن ثلاثة مبان جرى إحراقها في المحافظة، بينها مبنى قائممقامية أبي الخصيب والمجلس المحلي في القضاء.
ولم تفلح دعوة الأمم المتحدة صباحا للهدوء، ولا إعلان السلطات المركزية في بغداد عن إجراءات لإنهاء الأزمة في هذه المنطقة النفطية، وتهدئة غضب اجتماعي اندلع قبل شهرين.
بعد مرور الفترة الصباحية بلا حوادث، هدم محتجون مجددا قطع الإسمنت المسلح التي وضعتها قوات الأمن في وقت سابق أمام مقر المحافظة.
وأصيب متظاهر واحد على الأقل بجروح في الرأس بقنبلة مسيلة للدموع، قبل نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى.
ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش «السلطات إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة».
وندد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الفائز في الانتخابات التشريعية والذي يسعى مع العبادي لتشكيل الحكومة المقبلة، في تغريدة على موقع «تويتر» بأعمال العنف، متهما «بعض المدسوسين في القوات الأمنية» بالتعدي على المتظاهرين.
وتوعد رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، الكتلة الأكثر عددا في البرلمان العراقي»بالجحيم في حال تشكيلها من دون جميع الأطراف» السياسية في العراق.
وقال في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «ما يحدث بالبصرة رد صريح على مساعي تشكيل الحكومة من طرف ما يسمى بالكتلة الأكبر في العالم الافتراضي».
وأضاف»استعدوا إلى جحيم أهل البصرة، والشعب يرفضكم واستعدوا لجحيمنا أيضا إذا قبلتم بتشكيلها من دون جميع الأطراف».