أضرم متظاهرون عراقيون غاضبون، مساء الخميس، النيران بمقرات حكومية ومكتب لحزب شيعي بمحافظة البصرة (جنوب)، وفق مصدر عسكري.
يأتي ذلك في ظل تصاعد أعمال عنف ترافق احتجاجات شعبية تطالب بتحسين الخدمات، وتوفير فرص العمل، ومحاربة الفساد، بالمحافظة الغنية بالنفط.
وقال الملازم في الجيش العراقي، محمد خلف، إن متظاهرين أضرموا النار بمقر "منظمة بدر"، بزعامة هادي العامري، الذي يقود أحد أقوى الفصائل الشيعية المسلّحة بالعراق، والمعروف بصلته الوثيقة بإيران.
وأضاف خلف لوكالة الأناضول أن المتظاهرين أضرموا النار أيضاً بدار ضيافة محافظ البصرة، أسعد العيداني، واقتحموا مبنى قناة "العراقية" التلفزيونية الحكومية بالمدينة.
وأشار إلى أن "قوات الأمن انسحبت من مبنى المحافظة بناءً على توجيهات عسكرية تفادياً للاشتباك مع المتظاهرين".
من جانبه قال المتظاهر رافد الكناني، في اتصال مع وكالة الأناضول: إن "مبنى محافظة البصرة بات تحت سيطرة المتظاهرين، بعد انسحاب قوات الأمن منه".
وأضاف: إن "مبنى مجلس محافظة البصرة أُضرمت فيه النيران، لكن ليس من جانب المتظاهرين، بل من قبل جهات لا تزال مجهولة".
وتابع: "الوضع متوتّر في المحافظة، وهناك آلاف من المتظاهرين من ذوي القتلى مستاؤون من استخدام قوات الأمن للرصاص الحي".
وفي وقت سابق اليوم، فرضت السلطات الأمنية حظر التجوال في المحافظة، لكنها ألغت القرار قبل بدء سريانه.
وجاء قرار الحظر في مسعىً لاحتواء التوتّر المتصاعد الناجم عن احتجاجات عنيفة، منذ مطلع الشهر الجاري، خلّفت 9 قتلى في صفوف المتظاهرين المطالبين بتحسين الخدمات وفرص العمل ومحاربة الفساد.
ومنذ بدء الاحتجاجات بالبصرة، في 9 يوليو الماضي، وصل العدد الإجمالي للقتلى إلى 24 متظاهراً، حسب أرقام المفوضيّة العليا لحقوق الإنسان (مرتبطة بالبرلمان).
وتقول الحكومة العراقية إن مندسّين بين المحتجّين يعملون على تخريب الممتلكات العامة، وإنها لن تسمح بذلك، لكن المتظاهرين لطالما اتهّموا قوات الأمن بإطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم بالقوة.