أحدث الأخبار
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد
  • 09:13 . عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 09:13 . أمريكا.. مشرعون ديمقراطيون يؤكدون لبايدن انتهاك "إسرائيل" للقانون الأميركي... المزيد
  • 09:01 . الإمارات وأوزبكستان توقعان مذكرة تعاون بمجال الاستثمار بالبنية التحتية الرقمية... المزيد
  • 08:50 . أمريكا.. طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة... المزيد
  • 08:42 . باحثة ألمانية: الضحك قد يكون وسيلة علاجية... المزيد
  • 08:23 . الوحدة يتوج بطلاً لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي على حساب العين... المزيد
  • 08:14 . اليابان تفوز بكأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً... المزيد
  • 01:46 . بسبب الانتهاكات المتزايدة.. الإمارات تتراجع 15 مركزاً في مؤشر حرية الصحافة لـ2024... المزيد

حول الكاتب وشجونه!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-09-2018

لأننا حين نكتب فإننا لا نقذف كرة بلاستيكية مصمتة صوب جدار أملس لا تجد لها عليه صوتاً أو أثراً، بل نقذف جملاً وكلاماً مفهوماً جداً، يُفترض أن يعود إلينا مضاعفاً ومحمّلاً بردّات فعل وتجاوبات من أي نوع: رفضاً قبولاً، جدلاً واختلافاً، أي شيء إلا الصمت! 

 ولأننا حين نكتب فإننا لا نخاطب أنفسنا، ولا نتحدث إلينا، ولا نمارس لعبة تزجية الوقت برصف الورق وشاشات الكمبيوتر بالكثير من الكلمات، ومن ثم نمضي للهو أو النوم، إننا حين نكتب فإننا نبعث إلى كل الخارج الذي يمور حولنا بالاهتمامات والهموم، وبالشؤون والشجون برسائل قصيرة أو طويلة، مستفيضة أو مختصرة، تقول ما يريد هؤلاء جميعاً قوله ولا يستطيعون ربما، أو يستطيعون لكنهم لا يصلون لما نصل إليه، أو قد يصلون، لكننا ككتاب نظن أن هذا دورنا، أو شغلنا الذي نجيده ونعرف أسراره جيداً. 

 يكتب معظم الكُتاب نصوصهم وآراءهم بأكثر المشاعر تناقضاً واختلافاً واندفاعاً أيضاً، وبحسب مقتضيات الحال غالباً، بغضب أحياناً إذا اقتضى الأمر، لكن دون قصدية مبيّتة لإغضاب أحد ما على وجه التحديد، وبرقة متناهية حين يحتاج الأمر، وبلا حيادية حين يتعلق الأمر بانتماءاته وثوابته الواضحة، وقد يكون هذا من حقه أحياناً، إذا لم يتعارض ذلك مع الأفكار الكبرى المتعارف عليها.الكاتب ليس شخصاً مثالياً في نهاية اليوم أو في خاتمة المطاف، إنه شخص يحاول أن يمشي مستقيماً على حافة جدار يطل على هوة سحيقة، أو على سلك مشدود، معتبراً ذلك شجاعة متناهية، بينما ينظر كثيرون للأمر على أنه خيار يخلو من التعقل، والأمر في كل خياراتنا نسبي وقابل للاختلاف والتأويل.

 لم ينزل الكاتب من سماء الملائكة لنطالبه بصفاتهم ولم يدَّعِ كاتب -حسب كل ما قرأت- خلوّه من جوانب القصور والنقص والضعف، فليس من المنطق أن يدعي أحد أنه ليس بشر أو أنه ضد مكونه الإنساني، لذلك فلا يجوز لنا أن نتوقع كاتباً مثالياً لا يغضب لنفسه، أو كاتباً ديمقراطياً بشكل مطلق حين يتعلق الأمر بشؤونه الخاصة وقناعاته اللصيقة. 

 الكاتب كأي واحد منا، إنسان بسيط، قد يكون قلقاً أكثر من غيره، عصبياً، ومزاجياً بما لا يطاق، وكصندوق معبّأ بالكثير من الأفكار والأسئلة والفوضى ربما وبالكثير من الأمنيات والانكسارات، فلا داعي إذا ناقشكم في أمر، وشطّ في رأيه أن تقذفوا في وجهه بهذه العبارة البلاستيكية: أين الديمقراطية وسعة الصدر إذن؟ امنحوه قليلاً من رحابة صدوركم لينطلق في أرض لا تحدها الاعتبارات والأسوار.