أحدث الأخبار
  • 09:18 . مانشستر سيتي بطلاً للدوري الإنجليزي للمرة الرابعة تواليا... المزيد
  • 08:12 . الكويت تشتري 500 ميغاوات من الكهرباء عبر هيئة الربط الخليجي... المزيد
  • 07:40 . سوق أبوظبي يوصي بعقد اجتماعات مجلس الإدارة والجمعيات خارج أوقات التداول... المزيد
  • 07:15 . فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني.. ومسؤول يؤكد أن حياته في خطر... المزيد
  • 06:54 . "طعنة في الظهر".. غضب إيراني من دمشق لدعمها مطالبة الإمارات بالجزر الثلاث المحتلة... المزيد
  • 06:52 . انطلاق أولى رحلات قطار الحرمين لنقل الحجاج من المدينة المنورة إلى مكة... المزيد
  • 05:44 . فقدان مروحية تقل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ومصيرهما لا يزال مجهولاً... المزيد
  • 05:35 . الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مذابح في غزة ونزوح الآلاف من الشمال... المزيد
  • 11:40 . غانتس يمهل نتنياهو حتى 8 يونيو لإيجاد رؤية حول غزة والأخير يهاجمه... المزيد
  • 11:23 . فتح وحماس تحذران من الرصيف الأميركي بغزة... المزيد
  • 11:12 . دراسة: قضاء سبع ساعات يوميا على مواقع التواصل يزيد خطر التدخين... المزيد
  • 11:10 . العاهل السعودي يخضع لفحوصات طبية إثر وعكة مفاجئة... المزيد
  • 10:41 . أمير الكويت يوجه الحكومة بتحديد أولوياتها وفق خطة وجدول زمني محددين... المزيد
  • 10:40 . ولي العهد السعودي يستقبل سوليفان لبحث الأوضاع في غزة... المزيد
  • 10:17 . الإمارات ترسل أول طائرة مساعدات إغاثية لمتضرري الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 10:13 . ميلان يواصل نتائجه السيئة في الدوري الإيطالي... المزيد

روح التقدم

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 05-10-2018

صحيفة الاتحاد - روح التقدم

انتهيت مؤخراً من قراءة كتاب الدكتور مقداد يالجن، الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية، «أسرار نهوض الشعوب والأمم وأسباب هبوطها وسقوطها». أهمية هذا الكتاب تكمن في كونه يكشف الطريق الذي يمكن أن تسلكه الأمة الإسلامية لحل إشكاليتها الحضارية الراهنة، ولبناء نهضة حقيقية معاصرة، حيث يبين الكثير من الأسرار التي تجعل الأمم والدول تقلع من تخلفها المزمن، قائلا إن الطريق يكمن في حسن استثمار الإنسان وطاقته وإنتاجيته وتنمية دوافعه الخيرة، بحيث تصبح روح البذل والتضحية في داخله جاهزة. فنهوض الأمم أمر مهم وجوهري ومحوري للحضارة. والحضارة كما يعرفها الفيلسوف الألماني البرت أشفيتسر هي «التقدم الروحي والمادي للأفراد والجماعات على حد سواء».
والإنسان هو الأساس في هذا التقدم الحضاري الطويل. لذلك يعطي يالجن مثالا بألمانيا عندما انهزمت في الحرب العالمية الثانية، وأفلست كثير من شركاتها، ولم يعد باستطاعتها دفع أجور عمالها، فعرضت هذه الشركات على عاملين فيها الاختيار بين أمرين: ترك العمل نهائياً، حيث تغلق المصانع أبوابها وتعلن إفلاسها النهائي.. أو العمل مقابل الحصول على وجبات الغداء اليومية فقط إلى أن تتحسن الأحوال.. فاختار العمال الأمر الثاني، كونه يؤدي إلى استمرار المصانع في الإنتاج.
وعندما انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية، ساءت أحوالها الاقتصادية وطالب عمالها برفع أجورهم، وأعلنت الحكومة أن العمال محقون في مطالبهم، لكنها لا تستطيع تحقيقها في حينه، لذا فقد اقترحت عليهم تقليل ساعات عملهم مقابل التخلي عن المطالبة برفع الأجور.. فجاءت الإجابة من العمال كالآتي: إذا كانت دولتنا غير قادرة على رفع الأجور حالياً، فنحن لا نرضى بتخفيض ساعات العمل، بل سنعمل كما كنّا، لأن تخفيض ساعات العمل يؤدي إلى تخلف البلاد اقتصادياً.
إن طاقة العطاء لدى الأفراد هي الطاقة الفعلية، وهي أكبر رأسمال يمتلكه مجتمع من المجتمعات، لهذا يرجع بعض المفكرين مستوى الإنتاجية إلى القوى العقلية والفكرية التي يتميز بها الإنسان في مجتمعه. وقد صرح بذلك مخترع الكهرباء العالم أديسون بقوله: 99% من طاقة الإنسان عبارة عن جهد، و10% موهبة. وكان أديسون ذاته حين يضيق من بعض تجاربه، يقول مخاطباً نفسه: يا أديسون، إما الموت أو النجاح في الابتكار.. حتى وصل إلى اختراع الكهرباء.
لذلك، وكما يقول يالجن، فإن أكثر الدول تقدماً في المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والإدارية.. أكثرها تقدماً في مجال التعليم وأكثرها تجنيداً للباحثين وأكثرها تخصيصاً لميزانيات التطوير والابتكار.
وحين انتصرت ألمانيا في الحرب السبعينية (في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر)، قال قائد ألماني: لقد انتصر معلم المدرسة الألمانية، بينما قال قائد فرنسي عندما انهزمت فرنسا في الحرب ذاتها: إن التربية الفرنسية متخلفة. وقال قائد أميركي لما سبق السوفييت بلادَه في غزو الفضاء: «ماذا دهى نظامنا التعليمي؟»
المشكلة أن الهدف من التعليم بالنسبة لكثير من الأفراد والأسر والمجتمعات، هو الحصول على الدرجة والشهادة، لا الجدية والشعور بالمسؤولية اتجاه الوطن والتحلي بالأمانة العلمية والبحثية وروح المنافسة الشريفة.. لذلك فقد وطّن معظم الطلاب أنفسهم على التراخي والكسل وما يقتضيه التحصيل العلمي من جهد وبذل وعطاء، لأن همهم الأساسي هو الحصول على الشهادة بأسهل الطرق، ولو عن طريق الغش والتزوير.