شدّد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، على أهمية دور المملكة العربية السعودية في الحفاظ على أمن واستقرار الخليج والمنطقة، واصفاً حضورها ودورها بالمحوري.
قرقاش على «تويتر»: «من وجهة نظر أبناء الخليج العربي والمنطقة، الحضور والدور السعودي أساس للاستقرار والتنمية في محيط صعب ومضطرب، والأزمات العابرة لن تغيّر من هذه الحقيقة، السعودية محورية في كل ما يهم المنطقة، وحرصنا عليها هو حرصنا على أنفسنا».
ويؤكد مراقبون أنه لا يوجد خليجي أو عربي أو مسلم يتردد عن الدفاع عن السعودية فضلا عن تمني السوء لها، هذه الشعوب تفرق تماما بين السعودية بمشمولاتها كافة وأول هذه المشمولات الشعب السعودي، وليس فقط قصر النظر على الملك أو ولي عهده أو أي مسؤول أخر على اعتبار أنه السعودية فقط.
السعوديون لم يختطفوا خاشقجي ولو يقتلوه، من فعل ذلك، وبحسب التسريبات هم قلة مقربة من محمد بن سلمان وعلى جميع هؤلاء تحمل مسؤولياتهم.
هناك من يسعى لإنقاذ المتورطين بجريمة خاشقجي بإظهار أن الغرب يتآمر على السعودية وأي عقوبات يفرضها الغرب سوف تضر الشعب السعودي فقط. يقول مراقبون هذا صحيح إلى حد كبير، ولكن كانت هذه الحساسية مطلوبة ممن أعطى الأمر بقتل خاشقجي وأن يردعه انتهازية الغرب وأطماعه في السعودية، لا أن يتم إبراز ذلك فقط لحماية نفسه من القصاص.
يؤكد المراقبون، إن الذي يقيم وزنا لمصالح السعوديين ويخاف على الأراضي السعودية والحرمين لا يأمر بجرمة بشعة كهذه، ومن يريد الدفاع عن السعودية عليه أن يعي أن إفلات المتورطين من العقاب ليس هو ما يحفظ السعودية إلا إذا أصر أن السعودية هي شخص أو اثنان، كما اعتبر بشار الأسد والمستبدون أنهم هم الدولة والدولة هم، عندها لن يكون هناك تعارض بين ما يقصده قرقاش من أن الملك سلمان ومحمد بن سلمان هما السعودية، والسعودية هي الملك سلمان و ولي عهده.
ويشير مراقبون أن دولة الإمارات ودول الخليج والدولة العربية، تفكر بمنطق قرقاش، من أن شخصا أو اثنين في النظام هو الدولة وكل شيء فيها. فمفهوم "مصالح الدولة العليا" التي ليس لها أي تعريف، لا تعني في الخليج أكثر من مصالح شخص أو قلة من الأشخاص ولكن يتم تسويقها على أنها مصالح الدولة العليا، وأهداف هذا الشخص ورؤيته وسياسته وأيديولوجيته الفردية الذاتية البائسة تفرض على الشعوب، ثما يتم الترويج لها على أنها سياسات الدولة وخططها ومشاريعها، ويصبح مناقشتها تهديدا لأمن الدولة، وهي لا تعدو مشروع شخص واحد يختطف الدولة ولا يعبر عنها ولا يمثلها بشيء، على ما يعتقد مراقبون.
