اعتقلت الشرطة الإسرائيلية راهبا قبطيا، واعتدت بالضرب على رهبان آخرين، ما أدى إلى إصابتهم بجروح، خلال وقفة احتجاجية نظموها في ساحة كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس.
وشارك رجال دين وفلسطينيون مسيحيون في وقفة دعت إليها بطريركية الأقباط الأرثوذكس، احتجاجا على رفض حكومة الاحتلال قيام الكنيسة القبطية بأعمال الترميم داخل دير السلطان القبطي، الواقع بالقرب من كنيسة القيامة في القدس. وتتولى حكومة الاحتلال بنفسها هذه الأعمال داخل الدير من دون أخذ موافقة الكنيسة القبطية.
واعتصم الرهبان عند مدخل الدير في محاولة لمنع دخول العمال الإسرائيليين إليه، إلا أنهم تمكنوا من الدخول وسط هتافات الاحتجاج. وقمعت قوات الاحتلال المحتجين واعتدت على عدد من الرهبان قبل أن تعتقل أحدهم هو الراهب مكاريوس الأورشليمي، الذي أطلقت سراحه في وقت لاحق من أمس.
وأدان رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيسى إجراءات سلطات الاحتلال القمعية.
وقال لصحيفة «القدس العربي» إن الدير هو للأقباط وهم أصحاب الصلاحية في إدارته وليست سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لأن ذلك ليس من اختصاصها في مدينة القدس المحتلة، على اعتبار أن الجزء الشرقي للمدينة المقدسة منطقة تخضع لقواعد القانون الدولي الإنساني».
من جهتها قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تصدت لمحاولة رجال دين أقباط منع عمال أرسلتهم سلطة الآثار الإسرائيلية من دخول الكنيسة القبطية لإجراء أعمال ترميم في داخلها.
ونددت منظمة التحرير الفلسطينية بـ «قمع» الشرطة الإسرائيلية للوقفة الاحتجاجية. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات، في بيان، إن «قمع الشرطة الإسرائيلية للاحتجاج السلمي يأتي في إطار حملة ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني المسيحيين».
وأضاف عريقات أن «ذلك ينسجم تماما مع قانون القومية العنصري الذي ينتهك حقوق جميع مَن هم من غير اليهود ويمهد لاعتداءات أخرى» .
وطالب عريقات «المجتمع الدولي بالتدخل بشكل عاجل واتخاذ إجراءات فورية، وخاصة من الدول الأوروبية التي كانت مسؤولة تاريخيا عن حماية الطوائف المسيحية في القدس وفقا للوضع الراهن».