لم تكد الأنباء تؤكد أن أبوظبي استحوذت على 5 من أكبر فنادق دبي نظرا لحاجة الإمارة إلى سيولة نقدية بسبب استحقاقات ديون واجبة السداد حتى نهاية العام الجاري، حتى عانى سوق الأسهم في دبي من خسائر فادحة، هي الأكبر منذ 3 سنوات، مع خشية مراقبين اقتصاديين أن السوق المالية تتجه لأكبر خسارة في 10 سنوات لتبخر كما كبيرا وهائلا من إنجازات ومؤشرات الاستقرار الاقتصادي في دبي.
وتزامن تراجع سوق دبي المالي مع أنباء غير سارة أخرى، وهي أن الطيران الأثيوبي يحقق في إفريقيا نموا تاريخيا مذهلا على حساب طيران الإمارات التابع لحكومة دبي ليضيف أزمة جديدة إلى جانب تراجع أرباح الناقلة الوطنية 86% من عائداتها لعام 2018 بحسب إعلانات رسمية من الشركة ذاتها.
فقد أطاحت إثيوبيا بدبي لتصبح أكبر مسير للرحلات إلى أفريقيا؛ الأمر الذي سلط الضوء على نجاح شركة الخطوط الجوية الحكومية في التوسع وإصلاحات رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد.
وقالت شركة فورورد كيز للاستشارات في مجال السفر إن مطار أديس أبابا زاد عدد الركاب الدوليين إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء لخمس سنوات على التوالي، وتفوق في 2018 على مطار دبي، أحد أكثر المطارات المزدحمة بالمسافرين في العالم، ليصبح مركز النقل للرحلات الطويلة للمنطقة.
وحللت فورورد كيز بيانات من أنظمة حجوزات السفر، التي تسجل 17 مليون حجز يوميا، وخلصت إلى أن عدد المسافرين لمسافات طويلة إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء عبر أديس أبابا زاد بواقع 85% من 2013 إلى 2017، وزادت عمليات النقل عبر دبي خلال الفترة ذاتها بواقع 31%.وبلغ معدل النمو حتى الآن هذا العام في أديس أبابا 18% مقابل 3% لدبي.
وتأتي هذه التحديات الاقتصادية والتي قد ترقى لمستوى تهديدات اقتصادية وما تتبعه من صعوبات اجتماعية في ظل مواصلة الإمارة سياساتها في تأييد سياسات أبوظبي الإقليمية، متجاهلة أنها لا تمتلك حجما كافيا من النفط مثل أبوظبي ليغطي على أية خسائر أو صعوبات تواجهها.
فكما هو معروف فإن اقتصاد أبوظبي لا يزال يعتمد على النفط رغم كل الدعايات الحكومية التي تزعم خلاف ذلك، لذلك فإن تأثرها بالأحداث الجيوسياسية أقل بكثير من دبي. وقد دفعت دبي ثمنا كبيرا من اقتصادها جراء ظروف المنطقة التي ساهمت أبوظبي في صناعة جزء كبير من عدم الاستقرار والفوضى فيها لمواجهة الربيع العربي، بحسب ناشطين وخبراء اقتصاد.