كشف تحقيق موسع لوكالة "رويترز"، عن تورط الإمارات بتجنيد عملاء سابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكي والمخابرات الامريكية، لأغراض التجسس على "أعدائها"، وقرصنة هواتفهم وحواسيبهم.
جاء ذلك في تحقيق نشرته الوكالة، اليوم الأربعاء، وحمل عنوان: "المرتزقة الأمريكان داخل فريق الإمارات السري للاختراق".
وبحسب الوكالة فإن المشروع الإماراتي السري أطلق عليه اسم "رافين" أو "الغراب الأسود"، وهو فريق سري يضم أكثر من 12 عميلاً من المخابرات الأمريكية من أجل العمل على مراقبة الحكومات الأخرى والمسلحين ونشطاء حقوق الإنسان الذين ينتقدون النظام.
لوري سترود، واحدة من أولئك الذين انضموا للمشروع، حيث قدمت استقالتها من وكالة الأمن القومي الأمريكي، وعملت مع فريقها من داخل أحد القصور في أبو ظبي لمساعدة الإمارات على اختراق الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالأعداء.
وتم تجنيد سترود من قبل أحد متعهدي الأمن السيبراني في ولاية ماريلاند، من أجل مساعدة الإمارات على إطلاق عمليات القرصنة، وهو المشروع الذي استمر حتى 2016.
وأضاف التحقيق أن الإماراتيين نقلوا مشروع "رافين" لشركة أمن الكتروني في بلادهم، تدعى "دراك ماتر"، حيث اضطرت "سترود" ومعها عدد من الأمريكيين على إنهاء مهمتهم بعد أن تم الطلب منهم مراقبة مواطنين أمريكيين.
وقالت سترود: "أعمل لوكالة استخبارات أجنبية تستهدف أشخاصاً أمريكيين. لقد شعرت لحظتها أني سأكون جاسوساً من النوع السيء".
وبيّنت "رويترز" أن قصة "الغراب الأسود" تكشف كيف استخدمت الإمارات قراصنة من الولايات المتحدة كانوا يعملون في السابق على استخدام أدوات التجسس الحديثة، من أجل خدمة مشروعها الاستخباراتي الذي يستهدف نشطاء في حقوق الإنسان وصحفيين ومنافسين سياسيين.
وأجرت مقابلات مع 9 من عملاء "الغراب الأسود"، كما اطلعت على الآلاف من الصفحات والوثائق ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمشروع، مشيرة على أن تقنيات المراقبة التي تستعملها وكالة الأمن القومي الأمريكي، كانت أساسية في رصد تحركات المعارضين، حيث أكد العملاء الأمريكيون أنهم لم يستهدفوا مواطنين إماراتيين.
وأضاف التحقيق أنه تم استخدام مجموعة من الأدوات السيبرانية بما في ذلك منصة تجسس متطورة تعرف باسم "كارما"، حيث يقول عملاء "الغراب الأسود" أنهم استهدفوا أجهزة هواتف ذكية من طراز "آيفون" لمئات من النشطاء والزعماء السياسيين والإرهابيين المشتبه بهم.
وكشف مشروع الغراب الإماراتي تفاصيل أوسع عن الدور الذي لعبه العملاء السابقون في الدوائر الأمريكية، ومشاركتهم في عمليات قرصنة أجنبية، حيث يرى مجتمع الاستخبارات الأمريكية أن "العمل بمثل هذه المشاريع في بلد آخر يعد خيانة"، بحسب ترجمة "الخليج أونلاين".