قال مصدر دبلوماسي أردني، إن عقبة حقيقية تقف الآن أمام عودة سوريا إلى الجامعة العربية، تتعلق باشتراط بعض الدول العربية على “النظام” في دمشق بإعادة النظر بعلاقاته مع إيران.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لوكالة إيطالية، أن “الدول العربية المؤيدة للنظام السوري، بما فيها الإمارات ومصر، ترفض أن تضع الدول العربية الأخرى تحجيم علاقة النظام السوري مع إيران كشرط لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ولا تُمانع أن تبقى العلاقة بين النظام السوري وإيران على نفس مستوياتها، وهو الأمر الذي ترفضه الكثير من الدول العربية، وترى أنه أمر لازم”، حسب ما تقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأوضح المصدر أن الإمارات ومصر “تقودان فكرة براغماتية، مفادها أن الطلب من النظام السوري تحجيم أو قطع علاقته مع إيران هو أمر أشبه بالمستحيل، وعليه من الأفضل للدول العربية أن تشترط قضايا أخرى قابلة للتنفيذ من قبل النظام السوري، كتأكيد التزامه بقرارات الجامعة والإجماع العربي أو موافقته على إعادة مناقشة كيف يمكن للجامعة العربية أن تُساهم في إيجاد حل مناسب ومقبول للأزمة السورية”.
وأضاف: “هذا الأمر غير مقبول للكثير من الدول العربية الأخرى، التي ترى أن الحل يجب أن يكون بتغيير النظام السياسي السوري، أو بسيادة دولة القانون في سوريا، كمقدمة لتحجيم تلقائي للنفوذ الإيراني في سورية، وترى أن الدور الإيراني الكبير في سورية سيتعارض ويُعطّل دائماً مع وجود سوريا في الجامعة العربية”.
وبحث الاجتماع الوزاري السداسي لوزراء خارجية السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، ومصر، والأردن، الذي عقد الخميس (31|1) في الأردن هذه المشكلة، بحسب المصدر.
ووصف وزير الخارجية الأردني في تصريحات صحفية اللقاء التشاوري الوزاري، بأنه كان دون جدول أعمال، وأنه كان لقاء موسعا تم التطرق فيه إلى كل القضايا التي يجب معالجتها من أجل تحقيق الأهداف العربية المشتركة في الأمن والاستقرار.
ويقول مراقبون إن أبوظبي ونظام السيسي يقودان الثورة المضادة ويسعيان لبقاء الأسد وإعادته للجامعة العربية في إطار مساع إقليمية أوسع تتعلق بالتدخل في الدول العربية وخاصة التي شهدت ثورات وأطاحت بأنظمتها الديكتاتورية. إذ تستهدف أبوظبي والقاهرة إعادة تأهيل الأنظمة في مصر وليبيا وسوريا والضغط على تونس، لوضع حد لموجة الربيع العربي الأولى ما أنتج سخطا وضغطا شعبيا هائلا، دفع المراقبين الغربيين للتنبؤ أن الربيع العربي سوف يشهد موجات أخرى تكون أشد عنفا وأقل تسامحا مع الأنظمة التي أجرمت بحق شعوبها واستخفت بها وحكمتها بالحديد والنار، على حد تعبير ناشطين.