أحدث الأخبار
  • 09:47 . الحوثيون يعلنون بدء مرحلة جديدة من التصعيد حتى "البحر المتوسط"... المزيد
  • 09:47 . دراسة: الغضب يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية... المزيد
  • 09:46 . مئات الأردنيين يتضامنون مع طلاب الجامعات الأمريكية والغربية... المزيد
  • 09:05 . وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السوري عصام العطار... المزيد
  • 09:02 . مناورة "سعودية - أميركية" لمواجهة التهديدات... المزيد
  • 09:01 . تباطؤ حاد في نشاط القطاع الخاص بالدولة بسبب السيول... المزيد
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد

صفقة مع الشيطان

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 21-02-2019

سحر ناصر:صفقة مع الشيطان- مقالات العرب القطرية

الصفقة مع الشيطان هي دلالة رمزية على من يبيع روحه للشيطان، مقابل الحصول على خدمات دنيوية ترتبط بملذاتها، مثل الثروة والشهوة والشهرة والسلطة، وغيرها من الماديات التي يحلم كل امرئ بامتلاكها.

لماذا نتحدث عن هذا النوع من الصفقات اليوم؟! لأنني كنت بصدد قراءة أحد المقالات في موقع إلكتروني لبناني، اقتبس فيه الكاتب مقولة لأحد السياسيين الراحلين -لم يذكر اسمه- قال فيها: «سأتعامل مع الشيطان من أجل خدمة وطني».

أيقنت عندها أن التعامل مع الشيطان خيار سياسي لطالما كان مطروحاً على أجندة السياسة اللبنانية حالها كحال جميع الدول، لكن ما يميز الحالة اللبنانية أنها أكثر وضوحاً للعيان، بسبب التركيبة الحزبية والحرية الإعلامية والتراشق السياسي، الذي يفضح الصفقات الشيطانية على شاشات التلفزة، ومن حسن حظّنا كشعب، أننا بتنا نقرأ هذه الصفقات في «تويتر»!

الطريف في هذه الصفقات أننا كلبنانيين مختلفون حتى في تحديد هوية الشيطان، هذا الاختلاف الذي نشأ منذ تأسيس الجمهورية الحديثة في حقبة الأربعينيات، حيث كان الخلاف بين شيطان «الاستعمار الفرنسي» وشيطان «الانضمام إلى سوريا»، تحوّل في أواخر التسعينيات إلى خلاف عجيب بين الشيطان «الصهيوني - الأميركي» والشيطان «السوري - الإيراني».

وفي الحقيقة، الصفقة مع الشيطان في لبنان وغيرها كثير من الدول العربية لم تعُد محصورة بالحالة السياسية، وإنما تكمن في بيع أرواحنا للشياطين، من أجل ماذا؟ من أجل الحصول على حقوقنا المكتسبة أصلاً، والأخطر في هذه الحالة العربية عما هو موجود بالعالم الغربي، أن الشيطان غالباً ما يتنكر بلباس التقوى، وينطق باسم الله ورسوله، ويحلّل ويحرّم ويفتي بمصير الأفراد والمجتمعات.

وما يصحّ في السياسة، يصحّ على المستوى الاجتماعي، وبين الناس، فالسياسة في نهاية المطاف هي فن إدارة شؤون الناس، ونحن نعقد صفقات يومية مع الشيطان، ونبيع جزءاً من روحنا رويداً رويداً، بالوشاية من أجل التقرّب من أصحاب القرار، ومنّا من يبيعها من أجل المناصب، والمال، والشهرة، وما إلى ذلك.

لسنا ملائكة، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يحمينا من أنفسنا ومن هذه الصفقات، إذ قال في كتابه العزيز مخاطباً الشيطان: «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ».

القرار بيدنا أن نكون من عباد الله المخلصين، أو من عباده الغاوين.