تمكنت وساطة قبلية يمنية من إنهاء أزمة قبائل السادة بمنطقة مرخة بمحافظة شبوة، مع قوات النخبة الشبوانية المدعومة من أبوظبي والموالية لها والتي داهمت منطقة القبائل، وتسببت بمقتل تسعة منهم في الرابع من يناير الماضي.

وبحسب وسائل إعلام يمينة، فإن لجنة الوساطة القبلية والمرسلة من جانب الإمارات، تمكنت من إنهاء الأزمة عبر التحكيم القبلي لآل محسن جراء ما حدث لهم من مداهمة لمناطقهم، وما حدث خلاله من تدخل للطيران الإماراتي الذي أغار على المنطقة بعدة غارات.

وأضافت المصادر أن الحكم الذي تم التوقيع عليه من قبل الطرفين، اقتضى بالتزام قبائل السادة بتأمين حدودها من الجماعات الإرهابية، ورفض دخول قوات النخبة الشبوانية أو أي ميليشيات غير شرعية لأراضيها.

وذكر أن الالتزام اقتضى بتحميل الجانب الإماراتي وقوات النخبة الشبوانية التي تتبعها مبلغ 84 مليون ريال سعودي، تم تقليصه لـ64 وذلك تكريماً للمشايخ الذين حضروا الاتفاق.

وأشار إلى أنه ووفق الالتزام ستقوم قبائل السادة بتسليم كل ما بحوزتها من أسلحة وعتاد تم اغتنامه خلال المواجهات العسكرية مع قوات النخبة الشبوانية مطلع يناير من العام الجاري.

ويأتي هذا الحكم بعيدا عن اللجنة الحكومية التي شكلتها الحكومة اليمنية لتقصي الحقائق عن الاشتباكات التي شهدتها المنطقة بين الأهالي وقوات النخبة (غير النظامية) المدعومة من الإمارات في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن.

وكانت القوات الموالية للإمارات في شبوة اليمنية والمعروفة بـ"النخبة الشبوانية" نفذت هجوما على قرية في مديرية مرخة بمحافظة شبوة بحجة ملاحقة إرهابيين ينتمون لتنظيم القاعدة، وفق ما روجه إعلام الإمارات، وساندها الطيران التابع للقوات الإماراتية، والذي شن عدة غارات على المنطقة.

 وأسفرت الحملة عن مقتل تسعة أشخاص بينهم طفل، وهي أعلى حصيلة قتل تعرضت لها المنطقة. وشهدت شبوة عقب ذلك احتجاجات واسعة منددة بالتواجد الإماراتي بالمحافظة.

ومنذ عامين تنشط الإمارات على غير الأهداف المعلنة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وتقوم ببناء مؤسسات عسكرية خارج عن إطار الدولة وغير نظامية موالية لها لا سيما في مناطق جنوب وغرب اليمن.

وخلال الفترة الأخيرة، اندلعت مواجهات سياسية وعسكرية بين الإمارات والحكومة اليمنية، بسبب التدخلات في الشأن الداخلي اليمني، وتطورت إلى اشتباكات كما حدث في العاصمة عدن وجزيرة سقطرى. 

وسائل الإعلام الرسمية، روجت حينها أن العملية ضد عناصر إرهابية في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، في حين أنها كانت ضد القبائل المناوئين للتواجد الإماراتي على أراضيهم.