أحدث الأخبار
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد
  • 09:13 . عشرات القتلى والمفقودين جراء الفيضانات في البرازيل... المزيد
  • 09:13 . أمريكا.. مشرعون ديمقراطيون يؤكدون لبايدن انتهاك "إسرائيل" للقانون الأميركي... المزيد
  • 09:01 . الإمارات وأوزبكستان توقعان مذكرة تعاون بمجال الاستثمار بالبنية التحتية الرقمية... المزيد
  • 08:50 . أمريكا.. طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة... المزيد
  • 08:42 . باحثة ألمانية: الضحك قد يكون وسيلة علاجية... المزيد
  • 08:23 . الوحدة يتوج بطلاً لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي على حساب العين... المزيد
  • 08:14 . اليابان تفوز بكأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً... المزيد

مذبحة نيوزيلندا والعدو الداخلي

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 21-03-2019

د. أحمد موفق زيدان:مذبحة نيوزيلندا والعدو الداخلي- مقالات العرب القطرية

لم أجد حدثاً مشابهاً لما شاهدته مثل حدث نيوزيلندا الأخير سوى مسلسل أميركي بعنوان» الناجي المعيّن»، ويحكي قصة جماعة متطرفة أميركية نافذة في البيت الأبيض والبنتاجون والاستخبارات الأميركية، وقد تمكنت أخيراً من تفجير مبنى مجلس الشيوخ «الكابيتول هول» خلال إلقاء الرئيس الأميركي خطاباً له أمام المجلسين، ، فكلنا يعلم أن القوانين والدساتير الغربية بشكل عام تحدّ من تدخل الاستخبارات الغربية في شؤون مواطنيها ومتابعتهم، ولذا فقد تتوجه إلى عدو خارجي أشغلوا به دولهم وشعوبهم، وأشغلوا معه العالم كله وهو الخطر الإسلامي، على الرغم من تركيز المسلمين والعرب بشكل عام خلال العقد الماضي بشكل واضح وجلي على الاستبداد والقمع الداخلي ورموزه، فسعوا من خلال ثورات عربية للقضاء على رموز الاستبداد والعبودية، إلا أنهم لم يتم توفيرهم من قبل التدخلات الخارجية بعد أن تغلغلت أفكار الجماعات المتطرفة، إن كانت على أشكال المتطرف الأسترالي أو على أشكال جماعات الحكم في العالم العربي التي اخترقت العالم الغربي ومؤسساته وتفكيره.

ما جرى بنيوزيلندا أخيراً، يستدعي من الغرب بشكل عام والنيوزيلنديين بشكل خاص مشاهدة الفيلم، لمعرفة عدوهم الداخلي، وهو الجماعات القومية المتطرفة المجرمة، التي تهدد هوية دولها وقيمها وقيادتها، وعلى الرغم من الاقتباسات التاريخية التي تحرص هذه العصابات العرقية الممتدة اليوم في الغرب على استعائها، فإن وحش نيوزيلندا حرص على مواكبة العصر من خلال بثّ جريمته على موقع «فيس بوك»، الذي كان شاهداً على الجريمة دون أي تدخل منه للحذف أو الوقف، بينما يلاحق «فيس بوك» أحرار العالم، وما ينشرون خلال لحظات من نشرهم أي شيء لا يناسب هواه، فضلاً عن التدخل في لوغاريتماته من أجل خسارة بعض الحسابات لأتباعهم وأصدقائهم، وحين بدأ معارضو مذبحة المسجدين نشر الصور المرعبة والتعليق عليها، سارع «فيس بوك» إلى التدخل كعادته.

الأسترالي النرجسي المتطرف برنتون تارانت، الذي عبر الحدود والقوميات قادماً إلى نيوزيلندا لينفذ جريمته، بعد أن أرسل رسالة بريدية عبر الميل لرئيسة وزراء نيوزيلندا، يخبرها فيها بعزمه على تنفيذ جريمته، ومع هذا لا يجري التدخل، بل وتنفذ جريمة خلال فترة تمتد إلى 17 دقيقة، دون أن تتمكن قوى الأمن من التدخل، فضلاً عن تساؤل كبير عن امتلاكه هذه الأسلحة والذخائر، وهو يتجول بها دون حسيب أو رقيب أو كشف الشرطة لها، فإن كانت المشكلة في القوانين التي تسمح لهم بامتلاك هذه الأسلحة، فقد كان على الدول مراجعة هذه القوانين الفاشلة منذ أول يوم سقط فيه ضحايا على أيدي متطرفين غربيين، لكن ذاك لم يحصل.

لا شك أن رسالة وحش نيوزيلندا كانت موجهة إلى تركيا، حين كان يهدد أن اسطنبول ستتحول إلى القسطنطينية من جديد، وأن أيا صوفيا ستتطهر من المآذن، وبالتالي لا يمكن ذلك بنظره إلا من خلال إبعاد تركيا عن الإسلام وثنيها عن التزاماتها الحالية، ولعل الرد جاء مباشرة من اسطنبول حين كان أردوغان الرئيس الإسلامي الوحيد الذي يعقد مؤتمراً صحافياً يندد بالجريمة والمجرم، لقناعته أن الرسالة موجهة إليه ولاسطنبول بشكل مباشر، وتبع الرد الرسمي التركي رد شعبي أدى فيه المصلون صلاة الغائب أمام أيا صوفيا، وذلك على أرواح شهداء مذبحة المسجدين.