أفادت دراسة دنماركية حديثة، بأن النساء الحوامل اللائي يعملن في نوبات ليلية، لمدة ليلتين فأكثر أسبوعيًا، أكثر عرضة لخطر لإجهاض الحمل.
الدراسة أجراها باحثون بقسم الصحة العامة، في جامعة كوبنهاجن ومستشفى آرهوس الجامعي في الدنمارك، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Occupational and Environmental Medicine) العلمية.
وأوضح الباحثون أن دراسات سابقة كشفت أن النساء الحوامل يواجهن خطرًا أكبر للإجهاض إذا كن يعملن في نوبات ليلية، لكن الدراسات استندت إلى بيانات تم الإبلاغ عنها ذاتيًا، ولم يحدد الباحثون مستوى الخطر المتزايد أو عدد نوبات العمل التي تشكل خطرًا.
وللوصول إلى نتائج الدراسة الجديدة، راجع الفريق كشوف مرتبات 22 ألفًا و442 من السيدات الحوامل، اللاتي يعملن في الخدمات العامة، وخاصة المستشفيات في الدنمارك.
وربط الباحثون تلك البيانات، مع بيانات السجلات الوطنية الدنماركية حول المواليد ووقوع حالات الإجهاض في المستشفيات ووقت الحمل الذي حدثت فيه هذه العملية.
ووجد الباحثون أن الحوامل اللاتي عملن في نوبتين أو أكثر من النوبات الليلية أسبوعيًا، بعد الأسبوع الثامن من الحمل، زاد لديهن خطر حدوث الإجهاض بنسبة 32%، مقارنة بأقرانهن ممن لا يعملن في نوبات ليلية.
ووجد الباحثون أن خطر الإجهاض ارتفع مع زيادة عدد نوبات الليل في الأسبوع، خاصة إذا كانت النوبات الليلية متتالية، وكان الارتباط بين العمل الليلي وخطر الإجهاض أقوى بعد الأسبوع الثامن من الحمل.
وعن السبب في ذلك، أرجع الفريق الآلية الأساسية المسؤولة عن هذا الارتباط، إلى تعرض النساء العاملات في نوبات ليلية ليلاً للضوء، ما يعطل إيقاع الساعة البيولوجية ويقلل من إفراز هرمون "الميلاتونين" أو هرمون النوم.
وكشفت الدراسة أن هرمون "الميلاتونين" يلعب دورًا مهمًا في استمرار الحمل دون حدوث إجهاض، ربما عن طريق الحفاظ على وظيفة المشيمة.
وأضافوا أن نتائج هذه الدراسة لها أهمية بالنسبة للنساء الحوامل العاملات وكذلك لأصحاب العمل والأطباء والقابلات، ويمكن أن يكون لها آثار على اللوائح الوطنية للصحة المهنية الخاصة بعمل الحوامل ليلا.
وكانت دراسة سابقة كشفت أن الأشخاص الذين ينخرطون في نوبات العمل الليلية تزداد لديهم خطورة الإصابة بالبدانة.