أحدث الأخبار
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد

قلبي على أمتي وقلبُ أمتي على «نوتردام»

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 19-04-2019

سحر ناصر:قلبي على أمتي وقلبُ أمتي على «نوتردام»- مقالات العرب القطرية

الكمّ الهائل من الحزن -أو ادعائه- الذي لفّ شباب العالم العربي جرّاء الحريق الذي شبّ في كاتدرائية نوتردام في باريس والتهم أجزاء منها، عزّز من إيماني بعقدتنا الدائمة والأبدية بالتضامن مع «الخواجة» وإن كان ضرورة إنسانية ، لكن ليس على حساب تاريخنا وإرثنا وحضاراتنا.

قد يفسر الآن الكثير ممن يقرأون هذه السطور بأنني لم أتأثر بهذا الحريق، أو أنني متطرفة –لا قدّر الله- أو أنني لا أحبّ «الخواجات»؛ وهذا شيء غير قابل للطرح قبل أن يكون غير قابل للنقاش، والدليل أنني أسعى ليلًا ونهارًا، وسرًّا وإعلانًا، للحصول على فرصة للهجرة إلى بلاد الغرب، حتى إنني أفكر بكتابة المقال نفسه أسبوعيًا ومناشدة السفارات الغربية بانتشالي من المنطقة العربية والإقليمية، التي تحاصرني من كل حدب وصوب، عند فتح جهاز التلفاز، حيث أتنقل من محطة تسلط الضوء على الخراب في سوريا، والتهديد من إسرائيل، والفساد من الداخل في لبنان، وأخرى تنقل لنا ما يحدث في السودان، فيما تنهمك أخرى بالبحث عن جثة خاشقجي، التي أصبحنا نحلمُ بكابوس وجودها في الخزانة وتحت السرير وبثلاجاتنا، فيما تعرض محطة أخرى أجواء الدم في ليبيا، وهكذا دواليك بين محطة وأخرى حتى نستقرّ على محطة «أكشن» لا تخلو فيها المشاهد من تدمير ونهب!

المهم- بلا إطالة- بين تلك المحطات، وهذا الوضع الفوضوي، ظهرت الكارثة التراثية «نوتردام» لتعكر علينا حلم باريس الرومانسي، وإذ أطرح أمامكم اليوم مقاربة هذا الحزن والأسى الذي أبداه شباب العالم العربي على معلم تاريخي -يؤسفنا جميعًا ما تعرّض له-، ولهث هؤلاء الشباب على نشر صورهم أمام هذا الصرح التاريخي العظيم- ومن ضمنهم صورتي أمام هذا المعلم التي نشرتها شقيقتي عندما كنّا في رحلة إلى باريس دون إذني، حيث إنني لم أشهد هذا الكمّ من التعاطف النوعي، والنحيب، والإبداع في تصوير المأساة، في أوساط الشباب العربي عندما قام ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بتدمير الآثار العريقة في العراق وسوريا، مستخدمين الطرق الحديثة عن عمد. إذ لم تكن عمليات التدمير جرّاء تبادل إطلاق نار أو قصف، وإنما باستخدام الآلات الثقيلة وجرف المواقع الأثرية، كمعلم «نمرود» في العراق -وهي التسمية المحلية بالعربية لمدينة كالخو (كالح) الآشورية التي بنيت على نهر دجلة-، وعندها قامت منظمة «اليونيسكو» بتصنيف ما قامت به «داعش» في إطار «جريمة حرب»؛ كما دعا العراق آنذاك إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول هذا الموضوع. كذلك تعددت إدانات الجهات المعنية بالحفاظ على التراث في سوريا بوجع عمليات النهب والسرقة التي طالت التراث الثقافي السوري وتخريبه وتدميره في العديد من المناطق.

هذا التعاطف النوعي والأليم للشاب العربي مع الحريق غير المتعمد مع معلم تاريخي غربي مهم، مقابل «البلادة» التي تصرف بها أغلبهم تجاه تدمير وتخريب ونهب وإحراق متعمّد -وباسم الإسلام وهو براء منه- يثير في نفوسنا الشفقة والتساؤل عن السبب الذي يجعلنا نشعر بالحزن على حضارة الغرب أكثر من الحزن على حضارتنا.

أرجو ألا يكون سبب ذلك هو فقدان أملنا في مستقبل أفضل، أو ربّما لأننا نشعر أننا لا نستحق الحضارة، ولا نستحق الحياة!

قلبي على أمتي. وأمتي قلبها على «نوتردام».