أكد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية انحراف جديد في النظام الليبرالي العالمي، وذلك على ضوء نتائج الانتخابات التي أظهرت تقدماً لليمين الشعبوي.
وكتب قرقاش على "تويتر: «إن نتائج الانتخابات البرلمانية الأوروبية هي انحراف آخر في النظام الليبرالي العالمي، وعلى العالم العربي تقييم هذه التحولات والعمل بجد لإيجاد مكان في هذه البنية العالمية الناشئة ومتعددة المراكز»، على حد تعبيره.
وحقق تحالف أوروبا الأمم والحريات، الذي يضم الأحزاب القومية وقوى أقصى اليمين، تقدماً ملموساً في انتخابات البرلمان الأوروبي، وحصل على 58 مقعداً في البرلمان الجديد.
ويشكك مراقبون فيما ذهب إليه قرقاش كونه يخالف التوجهات المعلنة والصريحة لأبوظبي التي تدعم اليمين الأوروبي ولا سيما الفرنسي منه بقيادة المتطرفة مارين لوبوان كونها تعمل ضد المسلمين ولا تأبه لقضايا حقوق الإنسان.
ففي الانتخابات الرئاسية الماضية التي فاز فيها ماكرون، وقفت أبوظبي بقوة خلف لوبوان لتهزمه في الانتخابات وقدمت لها دعما ماليا وسياسيا كبيرا ودفعت شيخ الأزهر لاستقبالها في القاهرة والترويج لها على أنه تكافح التطرف والإرهاب.
وكذلك دعم الإمارات لليمين الإيطالي كما اتضح مؤخرا من رسالة محمد بن زايد لوزير الداخلية الإيطالي وهو الذي يعادي المسلمين في بلاده وأخضع المساجد والمسلمين للمراقبة.
وترى أبوظبي أن وجود اليمين في المؤسسات الأوربية يخدمها من ناحيتين: معاداة الإسلام والمسلمين في أوروبا وفرض السيطرة الحكومية عليهم بصورة تسمح لأبوظبي التغلغل في هذه البيئات وفرض أجندتها الدينية التي تزعم أنها تكافح الإرهاب والتطرف.
ومن ناحية ثانية، اليمين الأوروبي لن يوجه انتقادات حقوقية لسلوك أبوظبي الأمني وانتهاكات جهاز الأمن الحقوقية كما يفعل البرلمان الأوروبي في العادة.
إذ سبق للبرلمان الأوروبي أن أدان وأصدر بيانات واعتمد قرارات حول الحالة الحقوقية المزرية في الإمارات كان آخرها بشأن استشهاد علياء عبدالنور مطلع رمضان الجاري، وطلبه الإفراج عن الناشط الحقوقي الكبير أحمد منصور.