اكتشف علماء من الولايات المتحدة أن التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة والأمعاء، إلى جانب تأثيرها الإيجابي على صحة الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية. وذلك وفقا للكاتبة أللا سالكوفا، في تقريرها الذي نشرته صحيفة "غازيتا" الروسية.
ووجد خبراء من كلية جونز هوبكنز الطبية أن المواظبة على ممارسة الأنشطة الرياضية تساهم في تحسين صحة الرئتين والقلب والأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة والأمعاء بشكل كبير، وذلك وفقا لما أكدته نتائج الدراسة المنشورة في مجلة السرطان.
ومن المعروف أن قلة النشاط البدني تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يواظبون على ممارسة التمارين الرياضية أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة والأمعاء.
ولمعرفة مقدار النشاط البدني اللازم لتقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة والأمعاء، حلل الباحثون بيانات 49 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و70 سنة نجحوا منذ سنة 1991 في اختبارات اللياقة البدنية على جهاز المشي. وخلال فترة الدراسة، اهتم الباحثون بدراسة مستوى الأيض لديهم عند الراحة وعند القيام ببعض النشاطات.
وأوضحت الكاتبة أن معدل الأيض يساوي كمية استهلاك الفرد للأكسجين، التي تعادل 3.5 مل في الدقيقة لكل كيلوغرام من وزن الإنسان. وقام الباحثون بتقسيم المشاركين في الدراسة إلى أربع مجموعات وذلك وفقا لمعدلات الأيض القصوى لديهم أثناء الاختبار: أقل من 6، من 6 إلى 9، من 10 إلى 11، ومن 12 فما فوق.
وخلال السنوات السبع التي تلت الاختبارات، أصيب 388 مشاركا من إجمالي (49 ألف) بسرطان الرئة، بينما أصيب 220 منهم بسرطان الأمعاء.
وعند دراسة النتائج ومقارنتها حسب المجموعات، تبين أنه كلما ارتفع مستوى اللياقة البدنية قل احتمال الإصابة بالسرطان.
وضمن المجموعة التي تسجل أعلى معدلات أيض، أي 12 فما فوق، كان خطر الإصابة بسرطان الرئة أقل بنسبة 77% مقارنة بالمجموعة التي سجلت معدلات أيض تقدر بستة، في حين كان خطر الإصابة بسرطان الأمعاء أقل بنسبة 61%.
أما المشاركون الذين يتمتعون بأفضل لياقة بدنية فقد قل احتمال وفاتهم بسرطان الرئة بنسبة 44% مقارنة مع المجموعات الأخرى، في حين قل احتمال وفاتهم بسبب سرطان الأمعاء بنسبة 89%.
ويؤكد الباحثون أن تحسين وظائف القلب والرئتين وتعزيز المناعة من العوامل القادرة على الحد من خطر الإصابة بالسرطان. وفي الواقع، إن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية أقل عرضة للإصابة بالتهاب الأنسجة المزمن.
كما تلعب التغذية السليمة دورا هاما في الحماية من السرطان، ذلك أن عشاق اللحوم والكحول هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء.
فقد أكد باحثون في جامعة أكسفورد أن خطر الإصابة بورم سرطاني بين أولئك الذين يتناولون حوالي 76 غراما من اللحوم الحمراء في اليوم أعلى بنسبة 20% مقارنة بالأشخاص الذين يتناولونها بنسب أقل.
في المقابل، فإن الأشخاص الذين يستهلكون منتجات غذائية غنية بالألياف يقل احتمال إصابتهم بالسرطان بنسبة 14%.