أشارت دراسة جديدة إلى أن مشاهدة التلفاز لوقت طويل قد تكون ضارة للقلب أكثر بكثير من العمل في وظيفة تتطلب الجلوس طيلة اليوم.
وأظهرت الدراسة التي نشرت الأسبوع الماضي، في مجلة "رابطة القلب الأميركية"، أن الأميركيين من أصل أفريقي الذين يشاهدون التلفاز أكثر من 4 ساعات يوميًا، يواجهون خطرًا أكبر بنسبة 50 في المائة بالإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة، مقارنة بأولئك الذين يشاهدونه أقل من ساعتين.
وأوضحت الدراسة أن مشاهدة التلفاز أكثر السلوكيات السائدة في الولايات المتحدة، إلا أنّ الأميركيين الأفارقة يشاهدون التلفاز أكثر من الأميركيين البيض، بنسبة 20 إلى 30 في المائة. كما أشار الباحثون إلى أن إمضاء الكثير من الوقت أمام التلفاز قد يكون ضارًا لأي مجموعة عرقية أو إثنية، إلا أنهم بحاجة لإجراء المزيد من البحث حيال الأمر.
وقال الباحثون إن الأدلة المتزايدة ربطت بين مشاهدة التلفاز لوقت طويل وبين ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسمنة والسكري من النوع الثاني، كما أشاروا إلى أن الأميركيين الأفارقة يعانون من الإصابة بهذه الأمراض بمعدل أعلى في لأعمار كلها، ومن انخفاض في متوسط العمر المتوقع بمعدل 5 سنوات، مقارنة بالبيض.
واستعرض الباحثون في الدراسة بيانات حوالي 3592 شخصًا بالغًا، مسجلين في قاعدة بيانات Jackson Heart Study، وهي دراسة مجتمعية مستمرة تتبع الأميركيين الأفارقة الذين يعيشون في منطقة جاكسون في ولاية ميسيسيبي. ووجدوا خلال فترة المتابعة التي استمرت 8 سنوات وقوع 129 حالة إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، و205 حالات وفاة.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين يقضون وقتًا أطول جالسين في العمل، كان أغلبهم إناثًا أصغر سنًا بمؤشر كتلة جسم أعلى ودخل مرتفع ونظام غذائي صحي أكثر، يمارسون نشاطًا بدنيًا أكثر اعتدالًا وأقل عرضة للتدخين أو شرب الكثير من الكحول، في حين كان المشاركون الذين يشاهدون التلفاز لساعات طويلة بمتوسط دخل أقل ووضع تعليم أخفض ومؤشر كتلة جسم أقل، ويمارسون نشاطًا بدنيًا أقل ويتناولون طعامًا غير صحي، ويدخنون ويشربون الكحول بكميات أكبر، ويعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وأشار الباحثون إلى اختفاء الصلة بين مشاهدة التلفاز لوقت طويل وبين ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب لدى من يمارسون نشاطًا بدنيًا لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، وقد يعزى ذلك إلى أن الناس يتناولون الطعام ثم يجلسون في نهاية اليوم ليشاهدوا التلفاز لساعات، وهذا يشكل مزيجًا ضارًا للغاية، في حين يساعد النشاط البدني على ضبط الشهية.
ولم تجد الدراسة أيضًا أي رابط بين الجلوس في العمل لساعات طويلة وارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب، ويعزو الباحثون السبب إلى أن الموظفين في المكاتب يتجولون أحيانًا للذهاب إلى استراحة أو لاجتماع أو للتحدث مع زميل، ولا يجلسون ساعات طويلة من دون انقطاع، كما أن جلوسهم لا يترافق عادة مع تناول الطعام.
ونصح الباحثون أولئك الذين يجلسون لساعات طويلة أمام التلفاز باتخاذ تدابير صحية وقائية، مثل المشي السريع أو الركض، لتخفيف الأضرار الناتجة عن ذلك.