أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

«صفقة» ضد الإنسانية والقوانين والأخلاق

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 29-07-2019

عبدالوهاب بدرخان:«صفقة» ضد الإنسانية والقوانين والأخلاق- مقالات العرب القطرية

مَن لا يزال يأمل بأن يكون لـ «صفقة القرن» أي أساس قانوني أو أخلاقي فقد جاءه المبعوث الأميركي الخاص جيسون غرينبلات بالجواب، وهو أحد طابخي الخطة مع الصهر المستشار جاريد كوشنير. ويمكن اعتبار جلسة مجلس الأمن الدولي، غداة إقدام سلطة الاحتلال الإسرائيلي على هدم 12 مبنى جنوب شرقي القدس، شاهداً على مواجهة أوروبية- أميركية أولى حول مفاهيم عدة، أقلّها في مقاربة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وسبل حلّه. فالأوروبيّون دانوا عمليات الهدم، لأنها «مخالفة للقانون»، وحتى للاتفاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كذلك فعلت الدول الأخرى في المجلس، خصوصاً أن مباني حي صور باهر ملكية خاصة لأفراد فلسطينيين وبُنيت بترخيص من الإدارة المدنية الفلسطينية (بحسب اتفاق المنطقة «باء»)، لكن الإدارة العسكرية للمنطقة شاءت غير ذلك بذريعة أن المباني قريبة من «جدار الفصل»، وتشكّل خطراً أمنياً.

كانت الولايات المتحدة، ممثلة بغرينبلات في تلك الجلسة، وهو لم يبدِ أي اهتمام ولو إنساني- أخلاقي بأن هدم المنازل يعني تشريداً لعائلات وتبديداً لأموالٍ وجهود، بل إنه عبّر عن عقلية مناقضة تماماً لكل ما حاول مع كوشنير ترويجه في «ورشة المنامة» عن الجانب الاقتصادي من «الصفقة». لم يسبق لأي مندوب أميركي القول داخل مجلس الأمن بأن حلّ هذا الصراع أو غيره «لا يمكن أن يتم على أساس التوافق الدولي أو القانون الدولي غير الحاسم أو مرجعية قرارات الأمم المتحدة»... هذا ما قاله غرينبلات، وهو يعني أن الحل يكون أو لا يكون بحسب مشيئة الولايات المتحدة، وبالتالي مشيئة إسرائيل. لكن سفير ألمانيا كريستوف هويسغن نبّهه إلى أن القانون الدولي «ليس قائمة طعام نختار منها ما نريده»، وأن واشنطن لطالما أصرّت وتصرّ في كثير من القضايا -ومنها كوريا الشمالية- على تنفيذ قرارات مجلس الأمن.

لم يخطئ غرينبلات بإشارته إلى أن القوانين والقرارات الدولية تخضع لتعديلات وتفسيرات تجعلها غامضة أو غير قابلة للتطبيق، لكنه يغفل أن واشنطن هي صاحبة رقم «فيتوات» قياسي ضد أي قرار ينصف الفلسطينيين، والمسؤولة عن تعطيل حتى القرارات التي تم التوافق عليها بعد تعديلها. في أي حال، لم يعد غامضاً ولا مجهولاً أن «صفقة القرن» تستبعد أي مرجعية قانونية دولية، تحديداً لأن هذا المرجعية تتعامل مع الشعب الفلسطيني وتعترف بحقوقه وهويته، وهو ما تسعى زمرة ترمب - نتنياهو إلى طمسه نهائياً عبر «الصفقة» معوّلة على صمت وتواطؤ عربيين. ألم تهذِ تغريدات نتنياهو أخيراً بأن أصل قدامى الفلسطينيين من جنوب أوروبا (جزيرة كريت)، وأصل المعاصرين منهم من الجزيرة العربية؟ هذه هي الرواية الخرافية التي ألهمت كوشنير ورفاقه الصهيونيين «حتى النخاع» (كما وصف بوريس جونسون نفسه) في صياغة «الصفقة».

لا يحتمل «نخاع» غرينبلات مجرد سؤال، في مقابلة مع قناة أميركية عن مسؤولية إسرائيل عن الوضع الحالي للصراع مع الفلسطينيين. لم يبحث عن إجابة متوازنة بل قال إن «إسرائيل هي الضحيّة» ولا يمكنه التفكير في «حالة فردية» واحدة قد تكون ارتكبت فيها أخطاء أو تجاوزت سلطتها. ليس فقط أن هذا «المبعوث الخاص» مغسول الدماغ أيديولوجياً إلى حد اعتناق الرواية الليكودية لتاريخ الصراع، بل إنه يزايد على الإسرائيليين أنفسهم، ويتجاهل أولئك الذين سلّطوا الأضواء على جرائم إسرائيل وممارساتها الاستعمارية. المواجهة العابرة في مجلس الأمن قد تمثّل مؤشّراً إلى ما سيتبع، فلكي تمرّ «الصفقة» لا بدّ للمجتمع الدولي أن «يتَصَهين».