تعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم من الأمور المهمة التي تساعد على وقاية الإنسان من السمنة، حتى إن كان لديه خطر وراثي للإصابة بها.
وقد نشرت مجلة نيوزويك مقالا عن بعض التمارين التي يمكنها التغلب على تأثير جينات السمنة، وهناك دراسة جديدة قام بها البنك البيولوجي التايواني تضمنت 18,242 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم بين 30 و70 سنة من قومية الهان الصينية.
وجمع الباحثون مقاييس متعلقة بمرض السمنة بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم ونسبة الدهون فيه ومحيط الخصر والورك والنسبة بينهم، وحسبوا أيضا درجات المخاطر الجينية باستخدام بيانات حصلوا عليها من البنك البيولوجي التايواني.
وأخبر المشاركون في الدراسة الباحثين عن أنواع الرياضات التي يمارسونها، وتمت ملاحظة أنهم يمارسون الرياضة بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيا، ولم تحسَب بعض الأنشطة المتعلقة بالعمل -مثل الأعمال اليدوية- من التمارين.
وجد أصحاب الدراسة التي نشرت في مجلة المكتبة العامة للعلوم "بلوس"، أن ممارسة التمارين بشكل منتظم يعمل على تخفيف التأثير العام للجينات المسببة للسمنة على أربعة مقاييس، وهي: مؤشر كتلة الجسم، ودهون الجسم، ومحيط الخصر، والورك.
ويضيف التقرير أن ممارسة رياضة الركض بشكل منتظم يعطي النتائج الأفضل، كما وجد أنه يعمل على تخفيف الآثار الجينية على مؤشر كتلة الجسم والدهون فيه ومحيط الورك، بالإضافة إلى أن ممارسة رياضات كتسلق الجبال والمشي والرقص -وفقا لمعايير دولية- واليوغا لمدة ساعة واحدة على الأقل بصورة دائمة، تمنع من تأثير تلك الجينات على مؤشر كتلة الجسم.
وعلى النقيض من ذلك، فإن ركوب الدراجات والتمدد والسباحة وألعاب الرقص الإيقاعية ورياضة فن القتال الصينية "تشي كونغ"؛ ليس لها تأثير على معدلات السمنة.
وقد اقترحت دراسات سابقة أن ممارسة الرياضة تقلل من تأثير جينات السمنة على مؤشر كتلة الجسم، ولكن يقول مؤلفو هذه الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم لا يعد المقياس الأكثر دقة للسمنة.
إن مقياس مؤشر كتلة الجسم -والذي يتم حسابه عبر قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالأمتار- لا يتضمن مقاييس أخرى مثل الدهون الزائدة وتوزيعها في الجسم، ولا يؤخذ بالاعتبار متغيرات أخرى مثل العمر والجنس والعرق وكتلة العضلات، والتي يمكنها التأثير على الحالة الصحية للأشخاص بطرق عديدة.
وتقول وان يو لين لنيوزويك، المشاركة في إعداد هذه الدراسة والأستاذة المساعدة في معهد علم الأوبئة والطب الوقائي في جامعة تايوان الوطنية، إن فوائد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام هي أكثر تأثيرا في الأشخاص الذين هم أكثر عرضة للسمنة، وأكدت أن ممارسة الرياضة لمدة تقل عن ثلاثين دقيقة ثلاث مرات أسبوعيا ليست كافية للتقليل من التأثير الوراثي السلبي المساعد على الإصابة بالسمنة.
وأضافت أن السمنة ناتجة عن عوامل وراثية، فبينما تكون المواد الوراثية فطرية، يمكننا أن نحدد بأنفسنا عوامل أسلوب حياتنا وكيفية التفاعل بينها.
وقالت اختصاصية التغذية في مجال علم الأوبئة بجامعة أوكلاند كاثرين إريكا برادبري -ولم تشارك في إعداد هذه الدراسة- لمجلة نيوزويك، إن هذه الدراسة تدعم الدراسات السابقة والتي تفيد في أن ممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في الحفاظ على وزن جسم منخفض عند الأشخاص المهيئين وراثيا لأن يكونوا أصحاب وزن زائد.
وتضيف أن ممارسة بعض التمارين -مثل التنس ورياضة كرة السلة- لم تكن شائعة لدى الذين أجرى عليهم الباحثون دراستهم، لذلك فنحن بحاجة إلى المزيد من المعلومات لتعميم النتائج على نطاق أوسع.