أحدث الأخبار
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد

«كوتشينة» في قمّة السبع

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 29-08-2019

سحر ناصر:«كوتشينة» في قمّة السبع- مقالات العرب القطرية

إذا لاحظتَ أي تصعيد عسكري فاعلم تلقائياً أنه مرتبط بمفاوضات من «تحت الطاولة»، وأنه جزء لا يتجزأ من صفقة سياسية بين الكبار، سيدفع ثمنها الصغار، يختلف هنا معنى الصغار، فهناك الصبيان الذين من السهل الاستغناء عنهم، وهناك الأزلام وهؤلاء أعلى درجة، إذ لا يتم التضحية بهم بسهولة، وهناك البيادق وهؤلاء أعلى رتبة، وعلى حسب قيمة الصفقة ووزنها الاستراتيجي يكون الثمن.

هذا ما تجلّى في الأحداث السياسية والعسكرية التي تسارعت بالمنطقة، وتحديداً منذ اليوم الأول من انعقاد قمة السبع في منتجع بياريتز الفرنسي بحضور الدول الصناعية الكبرى: كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.

قُبيل انطلاق أعمال هذه القمة، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن «قمة السبع ستكون اختباراً صعباً للوحدة والتضامن بين دول العالم الحر وزعمائه، قد تكون تلك اللحظة الأخيرة لترميم مجتمعنا السياسي»، وبالفعل ما هي إلا ساعات حتى ظهرت بوادر هذا الاختبار، وفي أصغر دول العالم وأكثرها تعقيدًا «لبنان». هذا البلد الذي لطالما شكّل ورقة للتفاوض بين الكبار وساحة للمعركة، لأسباب متعددة أهمها الحدود مع فلسطين المحتلة، ووجود المقاومة العسكرية التي تهدّد إسرائيل، ناهيك عن أرضه الخصبة للقتال، مع وجود طبقة سياسية مؤلّفة بأغلبية تعمل لمصلحة الخارج شرط البقاء في السلطة، مع التذرّع بالطائفية التي مللنا منها ومن حُججها.

الملف الإيراني كان حاضراً بقوة خلال قمة السبع، وما إن تحضر «إيران» حتى تكون «إسرائيل» جاهزة، ومع تحريك ملف المفاوضات الإيرانية-الأميركية، تتحرك البيادق العربية-الإسرائيلية، وتبدأ اللعبة، تماماً كما ورق اللعب أو «الكوتشينة»، يرمي الطرف الأول ورقة، فيلعب الآخر ورقة بالمقابل. وإحدى أوراق اللعب هذه كانت الغارة الإسرائيلية على «موقع عسكري» في دمشق بحسب الرواية الإسرائيلية، أو «منزل» بحسب الرواية اللبنانية، اغتيل فيها عنصران من حزب الله، في مقابل ورقة سقوط الطائرات الإسرائيلية في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت!

استمرت اللعبة، إذ غرّد نتنياهو بالعربي موجّهاً رسالة إلى إيران وحزب الله قائلاً: «كونوا حذِرين في كلامكما وأكثر حذراً في أفعالكما»، وكأنه يقول لهما، إن الردّ مسموح ولكن ضمن قواعد اللعبة، فيما غرّد الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إلى نصر الله: «أنت بتعرف شو ضربنا بسوريا.. إنّك ممكن تضرّ بسكان لبنان بس عشان المصالح الإيرانية». هذه التغريدات تعكس قواعد اللعبة بين الأطراف بشكل واضح، في رسالة مفادها أن الحرب مرهونة بنتائج المفاوضات، ولهذا سارع لبنان الرسمي إلى الإعلان عن موعد حفر أول بئر نفط خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وعلى لسان رئاسة الجمهورية، وذلك في مؤشر على أن لبنان مستعد للتفاوض مع الدول المهتمة بنفطه، شرط تأييد موقف لبنان ضد إسرائيل خلال جلسة مجلس الأمن المرتقبة سبتمبر المقبل.

ومن الصغار إلى الكبار، لم تمر 24 ساعة على تصريحات ترمب التي قال فيها، إن أميركا لا تريد حرباً مع إيران، وإنه مستعد للقاء روحاني، حتى ضجّت وسائل الإعلام بخبر زيارة أردوغان لروسيا ليوم واحد.

المشهد يا جماعة واضح: الكبار يلعبون بحنكة، والصغار ينفّذون بحذر، والشعوب العربية مشغولة بطلاق وائل كفوري، وماذا تعرف عن الحبّ!