يسود الهدوء الحذر في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، بعد ساعات طويلة من الاحتجاجات التي تخللتها مناوشات مع قوات الأمن.
وبحسب وسائل إعلام، تمكنت القوى الأمنية، من فض مظاهرات حاشدة وإخلاء ساحة رياض الصلح، قرب مقر رئاسة الحكومة ببيروت، من المحتجين.
من جانبها، أعلنت مديرية الأمن الداخلي في لبنان، في تغريدة عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، ارتفاع عدد الجرحى من عناصرها إلى 52 بعموم البلاد، مشيرا إلى قيامها بتوقيف 70 شخصاً خلال قيامهم بأعمال شغب.
وشهدت المظاهرات أعمال شغب واشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن بعدة مناطق في بيروت عقب كلمة متلفزة لرئيس الحكومة سعد الحريري توجه بها إلى اللبنانيين طالبا مهلة 72 ساعة لتقديم حل يرضي الشارع والمجتمع الدولي.
وكانت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا حسن طالبت عبر تويتر، المتظاهرين بعدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة.
بدوره، قال أمين عام الصليب الأحمر في لبنان جورج كتانة في تصريح لإعلام محلي، إنّ "الصليب الأحمر عالج اليوم 64 جريحا ونقل 530 حالة لم يتمكنوا من التوجه للمستشفيات بسيارات مدنية"، دون توضيح.
وأضاف: "جرى إخلاء 17 أجنبيا من أحد الفنادق في صور إلى فندق ثان"، دون تفاصيل.
واندلعت تظاهرات شارك بها الآلاف من اللبنانيين لليوم الثاني على التوالي في عدة نقاط من مدينة بيروت ومدن أخرى، عقب إعلان الحكومة، تضمين ضرائب جديدة في موازنة العام القادم تطال قطاع الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي، وغيره، بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة.
والخميس، أعلنت الحكومة التراجع عن قرار فرض ضرائب على خدمة "واتس آب"، إلا أن مطالب المتظاهرين تصاعدت الجمعة، وطالبوا بإسقاط الحكومة.
ويواجه الاقتصاد اللبناني تحديات اقتصادية، تتمثل في ارتباك سوق الصرف المحلية، وتذبذب وفرة الدولار، وارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء فوق 1650 ليرة / دولار، مقابل 1507 في السوق الرسمي.