علقت وزارة الخارجية الباكستانية للمرة الأولى، على أنباء تعرض إسلام آباد لضغوط سعودية دفعتها للتراجع عن المشاركة في القمة الإسلامية المصغرة التي استضافتها العاصمة الماليزية كوالالمبور، مؤخرا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية "عائشة فاروقي"، في بيان نشرته على صفحتها بموقع "تويتر"، السبت: "إسلام آباد لم تشارك في قمة كوالالمبور لأن الوقت والجهد ضروريان لمعالجة مخاوف الدول الإسلامية الكبرى فيما يتعلق بالانقسام المحتمل في الأمة".
وأضافت أن "باكستان ستستمر في العمل من أجل وحدة وتكافل الأمة، وهو ما يعتبر أمرا ضروريا للوقوف بشكل فعال بوجه التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي".
ورغم النفي الباكستاني للضغوط، إلا أن البيان توافق مع تصريحات سعودية نقلها وكالة الأنباء الرسمية، جاء فيها أن الرياض طالبت بأن تكون القمة تحت مظلة "منظمة التعاون الإسلامي"، حفاظا على وحدة الصف.
وجاء حديث الخارجية الباكستانية، بعد نفي آخر من سفارة السعودية في إسلام آباد، نشرته في وقت سابق السبت.
وبدا أن نفي الرياض وإسلام آباد، جاء ردا على تصريحات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الجمعة، حين رد على سؤال بشأن تغيب زعيمي باكستان وإندونيسيا عن القمة الإسلامية في كوالالمبور، بضغوط سعودية وإماراتية مفترضة، وقال إن "هذا الموقف ليس الأول من نوعه".
وذكر "أردوغان" أن السعودية مارست ضغوطا على باكستان، وقدمت تعهدات وتهديدات للبنك المركزي الباكستاني، مضيفا أن هناك 4 ملايين عامل باكستاني في السعودية هددت الرياض بطردهم واستبدالهم بعمال من بنجلاديش.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" من القادة المتحمسين لعقد القمة، إلا أنه اتخذ قرارا بعدم الحضور خلال الساعات الأخيرة التي سبقت انطلاق القمة، الأربعاء الماضي.
كما أن إندونيسيا كانت تنوي إرسال نائب الرئيس، لكنها تراجعت عن ذلك لاحقا دون توضيح الأسباب.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين باكستانيين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن "خان" انسحب تحت ضغوط من السعودية، الحليف المقرب لبلاده.
وحضر القمة، حوالي 450 ممثلا من 56 دولة إسلامية؛ للتباحث حول قضايا الإسلاموفوبيا، ومعاناة المسلمين بشتى أنحاء العالم، والهجرة الدولية واسعة النطاق بين المسلمين بسبب الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية.
وكان أبرز الحضور، رئيس وزراء ماليزيا "مهاتير محمد"، وأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والرئيس الإيراني "حسن روحاني"، ومسؤولون من دول إسلامية أخرى، وغاب زعماء إندونيسيا وباكستان رغم إعلان موافقتهما على المشاركة منذ نوفمبر الماضي.