كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن العلاقات بين ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ليست جيدة، وذلك بسبب انفتاح باريس على إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانفتاح الفرنسي الإيراني، أزعج المملكة ودفعها لتجميد المساعدات المالية التي كانت قد وعدت بها لتمويل قوات مجموعة دول الساحل الأفريقي الخمس المدعومة من باريس.
وتضم مجموعة الخمس "مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتانيا".
وانتقدت وزيرة الجيوش الفرنسية "فلورنس بارلي"، السعودية لعدم الوفاء بالتعهدات التي أعلنت عنها قبل نحو عامين بتقديم 100 مليون يورو لقوة مجموعة الساحل لدعمها في حربها ضد من سمتهم "الجهاديين"، نهاية شهر نوفمبر الماضي.
وقال رجل أعمال فرنسي في الرياض إنه "لم يحصل تبادل لزيارات بين مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين منذ أكثر من 8 أشهر".
واعتبر الرجل، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، أن الأمر غير مألوف، لأن السعودية تعد حليفاً استراتيجياً لفرنسا، كما أنها تعد أحد أسواق الصناعة الفرنسية، وإن كانت الصفقات الكبرى بين البلدين غابت منذ أكثر من 10 أعوام.
وتتابع الصحيفة الفرنسية التوضيح أنه بعد جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في إسطنبول، أضحى الوزراء والمسؤولون الفرنسيون يتحاشون الظهور في الرياض.
وعلى الجانب السعودي، فإن الرياض انزعجت من عدم إبلاغها بدعوة الرئيس الفرنسي رئيس الدبلوماسية الإيرانية "محمد جواد ظريف" بشكل مفاجئ، إلى قمة مجوعة السبع الأخيرة في مدينة بياريتز الساحلية الفرنسية.
ويرى دبلوماسي سعودي، لم تذكر "لوفيجارو" اسمه، أن "ماكرون أخطأ بتواصله مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف".
وأشار إلى أنه، منذ شهرين، غادر السفير السعودي لدى فرنسا باريس، وهو ما يعد "رسالة لباريس"، وفق الدبلوماسي السعودي.
ومضت "لوفيجارو" إلى التوضيح بأنه ومن أجل حل هذه الخلافات، زار المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي "إيمانويل بون"، المملكة يومي الـ3 والـ4 من شهر ديسمبر الجاري.
وتنقل الصحيفة عن مصادرها في باريس، تأكيدها أن "الزيارة تمت في ظروف جيدة. لكن العلاقة بين إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ليست على ما يرام، ولا توجد أي كيمياء بينهما"، كما يقول المصدر السعودي.
وتنقل "لوفيجارو" عن مصدر وصفته بالخبير في العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا قوله إن "فرنسا لم تعد تماماً في رادارات السعودية، التي تصب كل تركيزها على الولايات المتحدة وآسيا، وحتى روسيا".