أحدث الأخبار
  • 10:06 . مقتل ستة إسرائيليين في عملية مزدوجة بيافا وتل أبيب... المزيد
  • 09:59 . إيران تطلق دفعة جديدة من الصواريخ على الأراضي المحتلة... المزيد
  • 09:19 . الثوري الإيراني: سيتم استهداف "إسرائيل" مرة أخرى إذا ردت على أي هجوم... المزيد
  • 08:58 . عاجل.. إيران تقصف "إسرائيل" بمئات الصواريخ... المزيد
  • 08:29 . الاحتلال الإسرائيلي يستدعى قوات الاحتياط إلى الحدود اللبنانية... المزيد
  • 07:39 . واشنطن تبلغ الاحتلال الإسرائيلي بهجوم إيراني وشيك... المزيد
  • 07:12 . اتفاق أمريكي-إسرائيلي على "تفكيك البنى التحتية" لحزب الله... المزيد
  • 07:08 . الدوحة.. أمير قطر وولي عهد أبوظبي يبحثان تعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 06:31 . الرئيس الإيراني يزور الدوحة غدا لبحث ملف لبنان وغزة... المزيد
  • 05:25 . الحوثيون يعلنون استهداف إيلات بعدة مسيّرات... المزيد
  • 12:28 . النصر السعودي يفوز على الريان القطري في دوري أبطال آسيا... المزيد
  • 11:00 . فرنسا ترسل سفينة عسكرية إلى سواحل لبنان... المزيد
  • 10:47 . الحوثيون يعلنون إسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:45 . "ألفا ظبي" تستكمل بيع 49% من شركة إنشاءات تابعة إلى "القابضة إيه دي كيو"... المزيد
  • 10:45 . الوصل يسقط أمام ضيفه أهلي جدة بدوري أبطال آسيا... المزيد
  • 10:41 . السعودية تتوقع عجزا في موازنتها للأعوام الثلاثة المقبلة... المزيد

على سفر!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-01-2020

أنت الآن خارج نطاق الجاذبية، ليست الجاذبية الأرضية طبعاً، فأنت لاتزال تغرس قدماً في الأرض وتؤرجح الأخرى في الهواء قبل أن تخبط بها على بلاط أرضية المطار الهائل الاتساع، بعد أن قذفتك طائرة إحدى شركات الخطوط الجوية التي نقلتك من مدينتك، وحطت بك في عاصمة وسيطة، كمحطة توقف تشبه قضمة رغيف بارد في وسط المسافة بين مدينتك ومدينة سفرك! إنك خارج نطاق جاذبية الحياة الروتينية المعتادة.

تخرج من المطار، كل شيء يتلألأ، والكل يبحلق فيك كأنك كائن هبط عليهم من الفضاء، فإذا كنت إنساناً غير عابئ بما حولك وتفتقر لفضول محرري الصحف الفاشلة، فستخترق الجموع بوجه جامد دون أن تنظر إلى أحد، متلهفاً لمقعد سيارة أجرة جهاز التدفئة فيها يعمل بشكل جيد، بينما سائقها ماهر بما يكفي ليوصلك إلى الفندق دون أن يلتفت إليك كل عشر دقائق ليسألك (من أي بلد؟).

تصل فندقك أخيراً، الوقت بعد منتصف الليل بساعتين، يفتش رجال أمن الفندق السيارة بينما تقرأ أنت عداد الأجرة، تخرج المبلغ بالضبط لكن السائق يصر على أنه ضعف ذلك. تسجل أول سرقة مكشوفة وتدفع له لأنك منهك بما يكفي.

تنام ثم تصحو باكراً، تزيح ستائر الليل، تطل على الشوارع والطرقات الضيقة، السائرون إلى أرزاقهم والذاهبون بلا هدف، الكل يمضي سريعاً يلوحون ويختفون، والمدينة، الشوارع، قرميد المنازل، مقاعد المقاهي المبللة، السيارات بأنوارها المغبشة، أعمدة النور في الشوارع، كل التفاصيل تتلألأ أمامك مغتسلة بالمطر الذي لم يتوقف هطوله منذ مساء البارحة.

المطر الذي صحوت على وقعه معلناً عن نهار ماطر سيعرقل مشاريعك حتماً، لكن ذاكرتك المعبأة بمدينة بعيدة تسكنك على الدوام، ككلمات قصيدة، أو كصوت أمك، عندها تدير رقماً وتتدفأ بالصوت الآتي!