نشرت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي، تقريراً حقوقياً شاملاً عن حجم مأساة ضحايا الألغام في اليمن، تضمن أرقاماً مهولة وقصصاً مرعبة عن الضحايا الذين تعرضوا لانفجارات هذه الألغام خلال الحرب الراهنة في اليمن، التي أكملت عامها الخامس.
وقالت «رايتس رادار» في تقريرها الحقوقي الذي أطلقته بعنوان «اليمن: حدائق الموت»، ويرصد ضحايا الألغام خلال الفترة يناير 2015 ديسمبر 2019، إن «الصراع المسلح الذي يشهده اليمن منذ عام 2014 ولا يزال مستمراً، جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة والمتفجرة في تاريخ اليمن الحديث». وأوضحت أنها «وثّقت خلال الفترة الزمنية التي شملها هذا التقرير مقتل 685 مدنياً وبعض العسكريين بسبب الألغام في 18 محافظة يمنية، تصدّرت محافظة تعز قائمة الضحايا، بعدد بلغ 160 قتيلاً، تليها محافظة الحديدة بعدد 114 قتيلاً، ومن ثم محافظة البيضاء بعدد 94 قتيلاً».
وأضافت أنه من بين العدد الإجمالي للقتلى، بلغ عدد الضحايا من الرجال 484 قتيلاً ومن النساء 67 امرأة، ومن الأطفال 134 قتيلاً، فيما بلغ عدد القتلى من المدنيين بالألغام 609 قتلى، وبلغ عدد القتلى من العسكريين 76.
وبتصنيفها للجهات المرتكِبة لزراعة الألغام، قالت إن المعطيات تشير إلى أن جماعة الحوثي تعد مسؤولة عن مقتل 580 ضحية، بينهم 104 أطفال، و 60 امرأة، و 416 رجلاً، انفجرت بهم الألغام، تأتي بعدها جماعات مسلحة أخرى بينها تنظيمات متطرفة بالمسؤولية عن مقتل 105 ضحية، بينهم 30 طفلاً و 7 نساء و 68 رجلاً.
وتوضح تفاصيل التقرير أيضاً أن الألغام تسببت في وقوع 601 حالة إعاقة وإصابة، بينهم 427 رجلاً و 115 طفلاً و 59 امرأة، يتوزعون جغرافياً على محافظة تعز التي جاءت في المرتبة الأولى بواقع 134 ضحية، تليها محافظة الحديدة بعدد 88 ضحية، ثم محافظة عدن بعدد 75 ضحية.
ومن إجمالي ضحايا الإعاقة والإصابة، بلغ عدد الضحايا المدنيين 428 شخصاً، بينما بلغ عدد الجرحى العسكريين 173 شخصاً، واحتلت جماعة الحوثي المركز الأول في المسؤولية عن سقوط العدد الأكبر من ضحايا الإعاقة والإصابة بعدد بلغ 457 ضحية، بينهم 288 رجلاً و 113 طفلاً و 56 امرأة، وفقاً لهذا التقرير.
واشتمل التقرير على عدد كبير من القصص والشهادات لضحايا الألغام والمتفجرات، الذي يمكن أن يشكل مرجعاً مهماً للحقوقيين والباحثين والمهتمين بهذا النوع من الجرائم الإنسانية وضحاياها، حيث يعد هذا التقرير عن ضحايا الألغام من بين أهم التقارير النوعية والمتخصصة في اليمن، التي وثقت ميدانياً لمرحلة خطرة وهامة في حياة اليمنيين (2015-2019) نتيجة لما لاقوه من مآسٍ وويلات إثر زراعة الألغام وانفجارها بالمدنيين.
وذكرت أن أهمية هذا التقرير تكمن في الحرص على دقة المعلومات الواردة فيه وجمعها وتحليلها وفقاً للمنهجية المتبعة لدى مختلف المنظمات الحقوقية الدولية ذات الخبرة في هذا المجال، والتي وثّقت خلال الفترة الزمنية التي شملها هذا التقرير مقتل 685 مدنياً وبعض العسكريين بسبب الألغام في 18 محافظة يمنية.
وفي التوصيات، طالبت منظمة رايتس رادار جماعة الحوثي المسلحة بتسليم خرائط كافة الحقول والمناطق التي زرعتها بالألغام في اليمن خلال السنوات الماضية إلى الحكومة اليمنية والى الهيئات والبرامج العاملة في مجال نزع الألغام في اليمن. ودعت الحوثيين إلى التوقف عن زراعة الألغام بكافة أشكالها وأحجامها والكف عن صناعة العبوات الناسفة ومختلف أشكال المتفجرات، وتدمير مخزونها.
وطالبت كل أطراف الصراع في اليمن بما فيها الجماعات المتطرفة والجماعات المسلحة الأخرى والقوات الحكومية، إضافة إلى القوات المدعومة من دولة الإمارات، بالتوقف عن استخدام الألغام وغيرها من العبوات الناسفة والمتفجرات.
كما دعت الأمم المتحدة إلى استخدام صلاحياتها في ممارسة الضغط الدولي على جماعة الحوثي وعلى الأطراف الأخرى لوقف زراعة الألغام بكل أنواعها في الأراضي اليمنية. ودعت فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة بمواصلة التحقيق في قضية زرع الألغام وتأثيرها على اليمنيين، بما يكفل إيصال الجناة إلى العدالة وعدم إفلاتهم من العقاب، وتعويض الضحايا والمتضررين.
وطالبت «رايتس رادار» كذلك بترتيب إعادة النازحين والمهجّرين اليمنيين، وتأمين مناطقهم من تهديد الألغام، ودعت كل الأطراف إلى الكف عن استهداف المدنيين والالتزام بقواعد الاشتباك وقانون الحرب، وعدم إقحام المدنيين في أي صراع مسلح.
ودعت أطراف الصراع في اليمن إلى احترام تعهدات اليمن الدولية بشأن حظر الألغام وعدم استخدامها في كل الظروف، والالتزام بكل التعهدات ذات الصلة التي وقع عليها اليمن.