قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة إن أبوظبي تسعى من خلال دفعها السودان إلى التطبيع مع إسرائيل، لتدشين مقاربة جديدة في المنطقة تقوم على أنه إذا أرادت أي دولة الحصول على حسن سلوك ورضا الولايات المتحدة، فلا بد أن يكون ذلك عبر التطبيع والتقارب مع إسرائيل.
وتعليقا على تأكيد صحيفة "واشنطن بوست" أن أبوظبي هي التي رتبت للقاء الذي جمع رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، قال عياصرة إن أكثر الدول التي استطاعت الإمارات أن تؤثر عليها وتدفعها إلى التقارب مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، هي مصر والسعودية اللتين رسخت لدى القادة فيهما أن استتباب أمنهم وبقاءهم على كراسيهم لن يكون إلا برضا إسرائيل.
وحول الفائدة التي ستجنيها الإمارات من لعب دور عرابة التطبيع، أوضح عياصرة: أن أبوظبي تظن أن هذا الدور يساعدها في إقناع واشنطن بمنحها دورا مميزا بالمنطقة.
وأكد أن أخطر ما في دور أبوظبي هو ترسيخها في عقول حكام العرب أن إسرائيل دولة قوية لا أحد يقوى على مقاطعتها، وأن استقرار الأنظمة العربية ونيل رضا البيت الأبيض لن يتم بدون موافقة تل أبيب، مدللا على ذلك بالتقارب السعودي مع مؤسسات إسرائيلية في الفترة الماضية للتقليل من ردة الفعل الأميركية الغاضبة إثر جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
ويشير مراقبون أن السودان تشكل أهمية كبرى لأبوظبي وتل أبيب على حد سواء في مجال التطبيع ليس لأسباب اقتصادية أو تحليق طيران أو القبول لدى واشنطن، وإنما لأن الخرطوم هي عاصمة اللاءات الثلاث التي أقرتها الجامعة العربية في الستينات "لا للصلح لا للتطبيع لا للتفاوض"، في مواجهة إسرائيل. وعندما يأتي التطبيع بهذه الصورة من داخل هذه الدولة فلذلك دلالة معنوية كبرى تستهدف إسقاط وعي الشعوب بأهمية القضية الفلسطينية وإسقاط حقوق العرب وكي وعي العرب لدفعهم نحو التطبيع مع إسرائيل والدخول في نفق التسوية، على ما يقول المراقبون.