قال العقيد عبد الباسط تيكة، المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب الليبية، إن الإمارات تستخدم قاعدة "الخروبة" جنوب شرقي طرابلس كقاعدة عسكرية لها، إضافةً لميناءي طبرق وبنغازي التي تورد من خلالها المرتزقة الأجانب المقاتلين في صفوف اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأوضح تيكة في حديث لموقع "الخليج أونلاين" الإخباري أن أبوظبي دربت عصابات من السودان وتشاد في معسكرات خاصة، وأرسلتهم لدعم قوات حفتر، وهم الآن موجودون في المنشآت النفطية، وفي محاور القتال بطرابلس، كما تدفع لهم أموالاً طائلة مقابل خدماتهم العسكرية.
كما تتدفق من خلال الإمارات -وفق المسؤول الليبي- المدرعات بكافة أنواعها وبأحجام مختلفة، مشيراً إلى أن "حكومة الوفاق تمكنت، الخميس، من اغتنام آليتين عسكريتين إماراتيتين في محاور القتال جنوب طرابلس"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "أبناء ليبيا قادرون على الدفاع عن عاصمتهم ورد العدوان الإماراتي".
وكشف أيضاً وجود قاعدة عسكرية إماراتية في "رأس لانوف" شرق سرت وسط ليبيا، تحوي مهبط طائرات وقاعدة للطيران المسير، إضافة لأجهزة تنصت إماراتية في قاعدة الجفرة وغرفة عمليات قصر بن غشير، وأن هناك ضباطاً إماراتيين وفرنسيين يستخدمون تلك المواقع لأعمال تنصت ومراقبة كاملة للاتصالات السلكية واللاسلكية.
يضيف المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب الليبية أيضاً: إن "هناك دعماً عسكرياً مصرياً للحرب على طرابلس، من خلال حشد أنصار نظام المخلوع معمر القذافي الهاربين إلى تونس ومصر، وتجميعهم في معسكرات تدريب داخل الأراضي المصرية، ومن ثم إرسالهم للحرب في طرابلس"، موضحاً أن "بعضهم شارك في الحرب على بنغازي ودرنة، وتم أسر عدد منهم خلال عملية بركان الغضب، وأقروا بتلقيهم تدريبات عسكرية داخل مصر".
يؤكد تيكة في حديثه أن الجيش الليبي قادر على ردع أي عدوان يستهدف الدولة، وأن الليبيين سيتّحدون في مواجهته بكل قوة، كما قاوموا مشروع المداخلة الذين تدعمهم السعودية من قبل.
وأضاف: إن "جهاز الاستخبارات يتابع من كثب كافة التحركات على أرض المعارك، ويعلم استعانة الإمارات بمجموعة من الضباط الروس تختلف عن مرتزقة الفاغنر، واستخدامهم كمستشارين عسكريين في العدوان على طرابلس".
وشدد العقيد تيكة على "قدرة الجيش الليبي على إسقاط أي مؤامرة تستهدف البلاد"، وأكد أن قواته "غنمت عدداً كبيراً من المعدات والآليات العسكرية الإماراتية الممولة لحفتر، كما أن قوات حكومة الوفاق لن تسمح بإيجاد سيسي آخر في ليبيا".
وأواخر الشهر الماضي، كشفت صحيفة "إنتلجنس أونلاين" المعنية بشؤون الاستخبارات أن حجم المعدات العسكرية التي زوَّد بها ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، الجنرال حفتر، بلغت 3 آلاف طن خلال 14 يوماً.
ومنذ ذلك التاريخ، تم رصد كثير من التعزيزات الإماراتية جواً وبراً على الحدود المصرية، في حين تشير وسائل إعلام دولية إلى احتمال أن تكون طائرات الشحن الإماراتية محمَّلة بتعزيزات عسكرية وعناصر مرتزقة دعماً لقوات حفتر.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوماً للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة الشرعية؛ أجهض جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.
ويتكرر قصف العاصمة طرابلس ومطارها الرئيس "معيتيقة" رغم موافقة حفتر على وقف لإطلاق نار بمبادرة تركية-روسية.
كما يمثل هجوم حفتر المتواصل على طرابلس تحدياً لمؤتمر دولي استضافته برلين، في 19 يناير الماضي، بمشاركة دولية، شدد على أن من الضروري التزام وقف إطلاق النار، والعودة إلى المسار السياسي لمعالجة النزاع.