شهدت محافظة المهرة (جنوب شرقي اليمن) توترا شديدا عقب محاولة القوات السعودية اقتحام منفذ حدودي وتصدي رجال القبائل لها.
وقال مصدر قبلي في المهرة لوسائل إعلام على صلة بالأزمة الخليجية، إن القوات السعودية حاولت أمس اقتحام مفرق فوجيت الفاصل بين مديريتي حات وشحن بقوة السلاح وسط إطلاق نار كثيف أدى إلى إصابة شخص.
وأكد المصدر قصف طائرات أباتشي سعودية محيط مفرق فوجيت في محاولة لفتح الطريق أمام مدرعات القوات السعودية للعبور إلى منفذ شحن واقتحامه، إلا أن مسلحي القبائل رفضوا عبور هذه القوات.
وقد أعربت لجنة الاعتصام السلمي الرافض للوجود السعودي في محافظة المهرة اليمنية عن إدانتها لمحاولة الاقتحام.
وقالت اللجنة في بيان لها إن ما وصفته بالاحتلال السعودي ومليشياته اعتدوا على مواطني وأبناء قبائل مديرية شحن.
وأضافت أن وجود ما سمتها قوات الاحتلال السعودي ومليشياتها بمحافظة المهرة مخالف للقوانين الدولية.
كما دعت قبائل المحافظة إلى الوحدة لمنع إفراغ مؤسسات الدولة الشرعية في اليمن من مهامها.
وطالبت لجنة اعتصام المهرة القيادة السياسية الشرعية بالخروج عن صمتها إزاء الاحتلال السعودي الإماراتي الذي اتهموه بالتخطيط لتقسيم اليمن إلى كيانات متصارعة.
وتعليقا على الأحداث التي شهدتها مديرية شحن بالمهرة، قال الكاتب والمحلل السياسي علي ناصر الدين إن محافظة المهرة تمثل بعدا إستراتيجيا للسعودية.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة أن السعودية تسعى لتأمين حدودها من ناحية المهرة، مشيرا إلى أن ذلك يتم بالتنسيق مع الشرعية.
وفي يناير الماضي، سلط تحقيق تلفزيوني على خطط سعودية تم إعدادها منذ عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز للاستحواذ على محافظة المهرة، بهدف تأمين منفذ للسعودية على بحر العرب.
وكشف الوثائقي الذي حمل عنوان "المَهرة.. النوايا المبيتة" خلفيات سيطرة التحالف السعودي الإماراتي على المحافظة تحت شعار استعادة الشرعية في اليمن.
كما كشف التحقيق عن اتهامات للسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر ومحافظ المهرة راجح باكريت، بالمسؤولية عن قتل محتجين أثناء اعتصام رافض للوجود السعودي هناك.
والمهرة هي المحافظة الثانية من حيث المساحة في اليمن، وتكتسي أهمية جغرافية واقتصادية بالغة، فضلا عن احتوائها أطول شريط ساحلي ومنفذين حدوديين هما صرفيت وشحن، وهو ما جعلها -حسب مختصين- هدفا إستراتيجيا للسعودية.
وتقول مصادر إن إصرار الرياض على دخول المهرة يكشف في طياته رغبة في إحياء طموحاتها ومساعيها منذ ثمانينيات القرن الماضي لبناء خط أنابيب نفطي يشق المحافظة إلى بحر العرب، مما قد يمنح المملكة فرصة لنقل نفطها بتكاليف أقل ماديا واقتصاديا وخاصة أمنيا، عبر تجنيب ناقلاتها عبور مضيق هرمز.