بينما تزداد أصوات الاحتفالات والتصريحات والتغريدات بمزاعم احترام المرأة في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، أو بمناسبة يوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام، تؤكد الوقائع أنه كلما زادت الانتهاكات الحقوقية بحق المرأة زادت الاحتفالات للتغطية على هذه الانتهاكات، وفق ما يقوله ناشطون.
ففي مايو الماضي، وبعد نحو شهرين فقط من اليوم العالمي للمرأة استشهدت معتقلة الرأي علياء عبدالنور بمرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي المتعمد ومنعها من تلقي العلاج المناسب بل وتشديد اعتقالها بعد نقلها إلى مستشفى توام في أيامها الأخيرة بعد أن بات العلاج ضربا من العبث.
وأكدت منظمات حقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي أن علياء دفعت حياتها ثمن سوء المعاملة وأنها كانت مقيدة بسرير المرض بالأغلال. ورفضت أبوظبي جميع المناشدات الأممية والأوروبية بإطلاق سراحها في آخر أسبوع من حياتها، لتقضي آخر ساعاتها وسط أهلها، رغم أن القانون الإماراتي يسمح بذلك.
ولكن علياء توفيت وسط عناد السجان وشره الانتقام لديه رغم أن كل جريمتها أنها جمعت تبرعات لصالح لاجئين سوريين مشردين.
وفي الساعات القليلة الماضية، كشفت منظمات حقوقية خوض معتقلة الرأي أمينة العبدولي ومريم البلوشي إضرابا عن الطعام بسبب سوء المعاملة المروعة التي تلحق بهن في سجون أبوظبي والإهمال الطبي المتعمد لهن والتنكيل بهن وتعذيبهن.
وأفاد مركز الخليج لحقوق الإنسان، "علمنا أن أمينة العبدولي ومريم البلوشي في الحبس الانفرادي منذ منتصف شهر فبراير وقد دخلتا في اضراب عن الطعام في سجن الوثبة بسبب سوء المعاملة.
ومن جهته أيضا، أكد المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان أن البلوشي والعبدولي تخوضان إضرابا عن الطعام.
وكشفت أمينة العبدولي ومريم البلوشي في تسريبات صوتية سابقة من السجن عن تعرضهن للتعذيب والإهانات على يد سجانات مرتزقة آسيويات وإفريقيات، وأن البلوشي فقدت عينها اليسرى جراء الاعتداء عليها، فيما أكدت العبدولي أنها خاطبت قيادة الدولة للسماح لها بأن تقضي فترة محكوميتها في سجن قريب من أبنائها كونها في سجن يبعد عنهم نحو 400 كيلو متر، ولكن السلطات رفضت بل أخذت تثير قلق الأم على أبنائها وتوصل لها معلومات كاذبة بأن أطفالها تشردوا وتركوا المدارس وباتوا بلا مأوى.