قالت وسائل إعلام يمنية إنّ منسقاً سابقاً في الهلال الأحمر الإماراتي تعرض لعملية اغتيال في عدن مع أحد رفاقه، وسط اتهامات لدولة الإمارات والمليشيات الانفصالية التي تدعمها بالمسؤولية عن الحادث.
وعثر سكان محليون، مساء الخميس، على جثتي المنسق السابق للهلال الإماراتي أحمد فؤاد ورفيقه محمد طارق في إحدى ضواحي عدن، بعد يوم من تعرضهما للاختطاف من قبل مسلحين في منطقة الدرين بمدينة المنصورة في عدن.
وقالت مصادر يمنية، إن الشاب أحمد فؤاد، وهو مهندس حاسوب بمؤسسة حكومية أيضاً، تعرض للاختطاف ليل الأربعاء بعد خروجه من أحد النوادي الرياضية بعدن برفقة صديقه طارق، ولم تتمكن أسرته من معرفه مصيره حتى تم نقل جثتيهما إلى مستشفى خاص في مديرية دار سعد، وفقاً للعربي الجديد.
وأكدت المصادر أن قيادياً في ما يسمى بقوات "الحزام الأمني"، المدعومة من الإمارات، كان يتردد منذ أسابيع على منزل المهندس أحمد فؤاد، خصوصاً منذ إعلان الهلال الإماراتي انتهاء أنشطته في عدن أواخر العام الماضي.
وأكد موظف سابق في الهلال الإماراتي، أن كافة المؤشرات تؤكد أنه تمت تصفية أحمد فؤاد نظراً لحساسية الموقع الذي كان يشغله في الهلال كمنسق عام للمشاريع ويعرف كافة تفاصيل عملهم.
وأشار المصدر، الذي غادر عدن قبل أشهر عدّة بعد تعرضه لتهديدات مماثلة، إلى أن عددا من زملائه السابقين في الهلال الإماراتي، أبلغوه، أخيراً، عن مخاوفهم من تصفيات جسدية فيما تعرض البعض بالفعل للتهديد، ولم يكن أمامهم سوى مغادرة اليمن بشكل تام.
وقال الموظف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، إن "الهلال الأحمر الإماراتي كان جهة أمنية بحتة وشكله من أشكال العمل الاستخباراتي بغطاء إنساني، وجميع المسؤولين فيه، كانوا ضباطا في القوات الإماراتية".
ورجحت مصادر أن يكون الهدف من التصفية، هو الخوف من انكشاف حقيقة العمل الإنساني الإماراتي في عدن وباقي المناطق الجنوبية، فيما أكدت وسائل إعلام محلية، أن قيادات في القوات الموالية للإمارات كانت قد طلبت من المهندس فؤاد تسليم ما تبقى من متعلقات بحوزته ولم يقم بتسليمها.
وقوبلت الجريمة بتنديد رسمي وشعبي واسعين، حيث وصفتها وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية بـ"البشعة وغير المبررة"، وقالت إنها من الجرائم الخطرة التي تهدد العاملين في المجال الإنساني.
وطالبت الوزارة في بيان مقتضب، السلطات الأمنية بسرعة الكشف عن تفاصيل الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة.
كما أدان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بأشد العبارات الجريمة باعتبار أن الضحية كان أحد العاملين في مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والتابعة للشرعية، وطالب بسرعة التحقيق في الحادثة وسرعة الكشف عن الجناة.
وتشهد عدن الخاضعة بشكل كامل لسيطرة قوات موالية للإمارات موجة اغتيالات طاولت عسكريين وناشطين ورجال دين.
ومن جهته أدان الهلال الأحمر الأماراتي اغتيال اثنين من موظفيه السابقين.