أحدث الأخبار
  • 03:50 . الذهب يتراجع بعد ساعات من صعود قوي بفعل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 03:49 . أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد
  • 10:17 . "رويترز": لا تغيير في اتفاق "أوبك+" بشأن خطط تخفيض الإنتاج... المزيد
  • 10:15 . الشارقة يتعثر بالتعادل أمام الوحدات الأردني في أبطال آسيا 2... المزيد
  • 10:06 . مقتل ستة إسرائيليين في عملية مزدوجة بيافا وتل أبيب... المزيد
  • 09:59 . إيران تطلق دفعة جديدة من الصواريخ على الأراضي المحتلة... المزيد
  • 09:19 . الثوري الإيراني: سيتم استهداف "إسرائيل" مرة أخرى إذا ردت على أي هجوم... المزيد
  • 08:58 . عاجل.. إيران تقصف "إسرائيل" بمئات الصواريخ... المزيد

أزمة الإدارة والسلوك في زمن «كورونا»

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 22-03-2020

بدأ فيروس كورونا يهزّ الأسواق العالمية والاقتصادات، بعد أن ضرب الأنظمة الصحية والحياة الاجتماعية في دول العالم كافة لسرعة انتشاره، وتحوله إلى وباء خطير يهدد البشرية كلها، وكشف الفيروس الذي أدّى حتى الآن إلى وفاة الآلاف من الناس، عن عدم استعداد كثير من الدول لمواجهة مثل هذه الأزمات.
التدابير التي تتخذها الدول من إغلاق المحلات والأسواق، وإلغاء الرحلات الجوية والفعاليات الترفيهية، وتأجيل المؤتمرات والمسابقات الرياضية، وبقاء الناس في بيوتهم، وعدم خروجهم إلا للضرورة، وتحويل الدراسة إلى التعليم عن بُعد، كل هذه ستلقي بظلالها على الاقتصاد، وستؤدي إلى تغيرات جسيمة، في حال استمرت الأزمة لأشهر.
الأزمة الحالية التي يعاني منها العالم هي أزمة تستهدف الجميع بلا استثناء، ولا تفرق بين دولة وأخرى، كما لا تختار ضحاياها من بين أبناء قوم أو لون أو دين أو طبقة اجتماعية، بل يتساوى الجميع أمام خطره، إلا أن هناك دولاً وشعوباً ومجتمعات مستعدة لمواجهة مثل هذه الأزمات، وتجاوزها بأقل خسائر ممكنة، وتقليل آثارها السلبية، وأخرى انهارت أنظمتها الصحية، وعجزت عن اتخاذ التدابير اللازمة في حينها، وظلت متفرجة على انتشار الوباء.
ما يعيشه العالم اليوم، ليس مجرد أزمة صحية، بل لها جوانب عديدة، وهي في أحد جوانبها أزمة إدارة وسلوك، وهناك حكومات تتعاطى مع الموضوع بكل جدية، وتدير الأزمة بنجاح وشفافية، وأخرى تتساهل فيه، وتخفي الحقائق عن الرأي العام، وتفشل في إدارة الأزمة، ولا تبالي بالخطر الكبير الذي يهدد حياة الناس.
سلوك الشعوب والمجتمعات ومستوى وعيها في مثل هذه الحالات هو من أهم عوامل النجاح أو الفشل في مواجهة الأزمة، وهناك شعوب تملأ الملاهي والمقاهي والشواطئ، رغم خطورة التواجد في التجمعات والأماكن المزدحمة، ويهاجم أفرادها المحلات والأسواق بهلع لشراء كمية كبيرة من المواد التموينية والغذائية ما يكفيهم لأسابيع وأشهر، وتخزينها في البيوت، بل هناك أسوأ من ذلك، وهو وقوف الناس في طوابير طويلة أمام متاجر الأسلحة لشراء الأسلحة والذخائر، كما هو الحال في أنحاء الولايات المتحدة، خوفاً من تصاعد الاضطراب الاجتماعي، في ظل انتشار فيروس كورونا.
وفي المقابل، هناك شعوب ومجتمعات مستوى الوعي لديها عالٍ للغاية، وتلتزم بالتدابير التي تتخذها الحكومات كي لا ينتشر الفيروس، ويلزم أفرادها البيوت، ولا يخرجون منها إلا للضرورة، ويراعون الظروف الطارئة الاستثنائية التي يمر بها العالم، وهؤلاء بعيدون كل البعد عن الأنانية، ومستعدون لتقاسم ما لديهم من المواد التموينية والغذائية وغيرها مع الجيران والفقراء والمحتاجين، وبالتوازي مع أخذهم بأسباب الوقاية، واتخاذهم التدابير اللازمة كافة، والتزامهم بتوجيهات السلطات المعنية، يؤمنون بقضاء الله وقدره، وأنه لا يصيبهم إلا ما كتبه الله لهم، ويلجؤون إلى رب العالمين بالتوبة والدعاء، ولا يستسلمون للخوف والهلع.
المؤشرات تشير إلى أن فيروس كورونا سيواصل انتشاره في المستقبل القريب، ويتوقع أن يخلّف هذا الوباء خسائر بشرية وأضراراً مادية ومعنوية في معظم الدول والشعوب، ومن المؤكد أن الدول التي تدير الأزمة بنجاح وتقدم لمواطنيها الخدمات المطلوبة، والشعوب التي تتعاطى مع الأمر بوعي كبير، هي التي ستخرج بإذن الله منتصرة من هذه المواجهة العالمية ضد الوباء.