أعلنت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، من أبوظبي، حكما ذاتيا للمحافظات الجنوبية، وذلك بدعم وتمويل من دولة الإمارات، وبهذا الاعلان نسف الانتقالي الجنوبي اتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين الجانبين الحكومي والانتقالي الجنوبي نهاية العام الماضي، وكشف نهاية اللعبة التي خططت لها أبوظبي لتقسيم اليمن ووضع الرياض في ورطة سياسية بحكم أنها قائدة التحالف العربي لاعادة الشرعية في اليمن.
وقال بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلنه في وقت متأخر من مساء أمس السبت رئيس المجلس عيدروس الزبيدي “يعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية للجنوب اعتباراً من منتصف ليل السبت 25 ابريل 2020، وتباشر لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقا للمهام المحددة لها من قبل رئاسة المجلس”.
وواكب إعلان المجلس الانتقالي للحكم الذاتي في الجنوب أيضا إعلان حالة الطوارئ في الجنوب اليمني، رغم أنه لا يسيطر على كل المحافظات اليمنية الجنوبية وقال البيان “تعلن حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وتكليف القوات العسكرية والأمنية الجنوبية بالتنفيذ اعتبارا من يوم السبت (25/4/ 2020)الموافق 2 رمضان 1441”.
وجاء إعلان الحكم الذاتي من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي بعد أن رفض السماح، بحكم سيطرته عسكريا على محافظة عدن، بعودة رئيس الحكومة الشرعية معين عبدالملك قبل ثلاثة أيام الى محافظة عدن من العاصمة السعودية الرياض للاطلاع على أحوال المدينة المنكوبة جراء السيول الجارفة التي اجتاحت مدينة عدن وحولتها الى مدينة منكوبة، وخرج إثرها السكان الى الشوارع بمظاهرات ضد المجلس الانتقالي المسيطر على عدن وعلى الحكومة أيضا لغيابهم على المشهد الكارثي الذي تعرضت له مدينة عدن وطالبوا برحيلهم من عدن.
وقال بيان المجلس الانتقالي، الذي اعتبرته الحكومة انقلابا على الشرعية مكتمل الأركان “أقر المجلس الانتقالي تنفيذ الاجراءات الآتية، أولاً إعلان حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وتكليف القوات العسكرية والأمنية الجنوبية بالتنفيذ اعتباراً من يومنا هذا السبت 25/4/2020 ثانياً يعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية للجنوب اعتباراً من منتصف ليل السبت 25 ابريل 2020 وتباشر لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من قبل رئاسة المجلس”.
وأعلن عن تشكيل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد بالهيئات المركزية والمحلية بالتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس بالمحافظات في نطاق الاختصاص الجغرافي. وبما يحقق إدارة ذاتية رشيدة، ودعا الجنوبيين الى الالتفاف حول قيادة المجلس الانتقالي ودعمها ومساندتها لتنفيذ “إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب”.
وكلف البيان لجان المجلس الانتقالي الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية، بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب كلاً في مجال اختصاصه وفق القوانين النافذة و”بما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب”، كما دعا محافظي محافظات الجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب الى الاستمرار في أعمالهم وبما لا يتعارض مع مصالح الجنوبيين، كما دعا قيادة التحالف العربي والمجتمع الدولي، إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الجنوبية اليمنية.
وفي أول رد حكومي قال وزير الخارجية في الحكومة الشرعية محمد الحضرمي ان هذا الاعلان من قبل المجلس الانتقالي يعد ضمن حالة التمرد المسلح التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس الماضي عند سيطرته بقوة السلاح وبدعم من القوات الاماراتية على محافظة عدن.
وأوضح الحضرمي في تغريدات له بحساب وزارة الخارجية في موقع التدوين المصغر (تويتر) “ان إعلان المجلس الانتقالي عزمه إدارة الجنوب تمرد مسلح وانسحاب تام من اتفاق الرياض”.
وأضاف “يأبى ما سمي بالمجلس الانتقالي تحكيم العقل وتنفيذ ما عليه وفقا لاتفاق الرياض ومراعاة الحالة الكارثية التي تمر بها العاصمة المؤقتة عدن، ويصر على الهروب وتغطية فشله بإعلان استمرار تمرده المسلح على الدولة”.
وفي الوقت الذي حمل فيه المسئول الحكومي اليمني المجلس الانتقالي التبعات الخطيرة والكارثية لإعلان الحكم الذاتي في الجنوب طالب السعودية كقائدة لتحالف لدعم الشرعية في اليمن الى اتخاذ موقف واضح وحازم والقيام بإجراءات صارمة تجاه استمرار تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي وتنصله من اتفاق الرياض بين الجانب الحكومي والانتقالي الجنوبي والذي رعته السعودية بين الجانبين نهاية العام الماضي، بحسب "القدس العربي".