طلبت الحكومة اليمنية من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة لبحث قضية ناقلة النفط "صافر" الراسية منذ 4 أعوام في محافظة الحديدة غرب اليمن، والتي يسيطر عليها الحوثيون، وتسود مخاوف من أنها قد تتسبب بأكبر كارثة بيئية بالبحر الأحمر، بسبب تهالكها وعدم تمكين الحوثيين خبراء فنيين من الأمم المتحدة من صيانتها.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التي تبث من الرياض، إن "وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، وجه اليوم رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الحالي، المندوب الدائم لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة السفير كريستوف هويسجن، طالب فيها بفصل قضية خزان النفط العائم (صافر) عن بقية القضايا والتدابير المدرجة في مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن باعتبارها قضية ملحة، ووضع حل منفصل وحاسم لها".
ودعا "الحضرمي"، المجلس إلى "بحث هذه القضية المهمة في جلسة خاصة لاتخاذ الإجراءات والتدابير لإلزام الحوثيين بالانصياع لدعوات السماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة (صافر) دون قيد أو شرط وتمكينه من القيام بمهامه لتفادي وقوع واحدة من أكبر الكوارث البيئية في الإقليم والعالم".
وجدد وزير الخارجية اليمني، "التحذير من أن كارثة بيئية كبيرة لا يحمد عقباها قد أصبحت اليوم تشكل خطرا محدقا على اليمن والمنطقة أكثر من أي وقت مضى".
وأشار إلى "نقاشات المجلس في جلسة الإحاطة المغلقة حول اليمن بتاريخ 24 يونيو الماضي والبيان الصحفي الصادر عن المجلس بتاريخ 29 من الشهر نفسه والذي شدد على ضرورة أن يسمح الحوثيون على الفور بالوصول غير المشروط للخبراء الفنيين التابعين للأمم المتحدة من أجل تقييم حالة الناقلة وإجراء الإصلاحات العاجلة وتقديم التوصيات تمهيدا لتفريغه".
وقال الحضرمي في رسالته إن "الجهود الحكومية والدولية بما فيها موافقة الحكومة على مشروع منفصل مقترح لحل قضية (صافر) قدمه مؤخرا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قوبلت كلها بالرفض والتعنت من الحوثيين".
ونوه إلى "خطابات الحكومة الموجهة للأمم المتحدة بشأن تدهور حالة خزان النفط العائم (صافر) في رأس عيسى والذي يحوي أكثر من مليون برميل من النفط الخام، وطلب التدخل العاجل لتقييم حالة الخزان وصيانته وتفريغ كمية النفط المخزون فيه تفاديا لحدوث كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية كبيرة في المنطقة".
وفي مايو الماضي، حذرت الولايات المتحدة من كارثة بيئية وشيكة بالبحر الأحمر، بسبب تدهور حالة الناقلة النفطية، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ بداية النزاع باليمن في 2015.
وطالبت الخارجية الأمريكية، الحوثيين بالتعاون مع المبعوث الدولي إلى اليمن، والسماح للأمم المتحدة بصيانة ناقلة النفط.
وسبق أن دعت الحكومة اليمنية، في يونيو من العام الماضي، إلى ممارسة الضغط على جماعة "الحوثي"، للسماح بإجراء فحص فني وأعمال صيانة لخزان "صافر" العائم.
والخزان "صافر"، عبارة عن ناقلة نفط ضخمة، يبلغ وزنها 410 آلاف طن، تضم أكثر من مليون برميل نفط خام، ولم تخضع للصيانة منذ أكثر من 4 سنوات، رغم انتهاء عمرها الافتراضي.
وقيل أيام، اشترط الحوثيون إيجاد آلية لبيع النفط الموجود بالناقلة، التي يسيطرون عليها، وتخصيص عوائد البيع لصالح الموظفين في المناطق التي يسيطرون عليها باليمن.