أكد رياضيون أن تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد على دوري الخليج العربي، بإلغاء نتائج نسخة الموسم الماضي، أسهم في حدوث العديد من السلبيات، بينما أشاروا إلى وجود إيجابيات لا يمكن إغفالها، أبرزها الاستقرار غير المسبوق على مستوى احتفاظ الأندية بالمدربين في الموسم المقبل.
وقالوا لصحيفة «الإمارات اليوم» إن فيروس كورونا أسهم بشكل مباشر في استمرار 71% من المدربين الموجودين في الأندية، بعدما أعلنت أربعة أندية فقط إجراء تغيير على مستوى الأجهزة الفنية، برحيل كل من الألماني وينفريد شايفر من بني ياس، والإيطالي فابيو فيفياني من الفجيرة، والصربي غوران توفيغدزيتش من خورفكان، والإسباني مانويل خمينيز من الوحدة، مشددين على أن هذه النقطة تعد من أبرز الإيجابيات في الموسم المقبل، وهي استقرار 10 أندية واحتفاظها بمدربيها، ما يمنح مؤشراً جيداً نحو ارتفاع المستوى الفني في الدوري.
من جهته، أكد عضو مجلس إدارة شركة النصر لكرة القدم، عبدالرحمن محمد، أن الاستقرار من أهم عوامل نجاح أي فريق. وقال: «في المواسم الماضية كان عدد كبير من الأندية يقوم بعمل تغييرات على مستوى المدربين، وهو ما يسهم دوماً في عدم استقرار النتائج في بداية الموسم، بداعي أن الفريق تعاقد مع مدرب جديد، ويحتاج إلى بعض الوقت حتى يتأقلم اللاعبون على طريقة لعبه».
وأضاف: «الأمر لا يقتصر على تغيير المدربين عقب نهاية الموسم، بل المشكلة الأكبر هي أن هناك بعض الأندية اعتادت على تغيير ثلاثة أو أربعة مدربين على مدار الموسم، وهي ظاهرة غير صحية، تؤثر سلباً في مردود أي فريق».
وأشار النجم المونديالي السابق إلى أن الاستقرار الفني من أهم عوامل نجاح أي فريق، وقال: «أرى أن نموذج المدرب الأسكتلندي، أليكس فيرغسون، مع مانشستر يونايتد، من أبرز النماذج التي توضح أهمية الاستقرار الفني، إذ إن بداية المدرب مع الفريق الإنجليزي لم تكن جيدة، ولكن إدارة النادي تمسكت باستمراره، ليحقق بعدها مسيرة تاريخية على المستويين المحلي والقاري». بدوره، أكد لاعب شباب الأهلي السابق، حمزة عباس، أن استمرار 10 مدربين من الموسم الماضي قد يكون الأمر الإيجابي الوحيد من إلغاء نتائج دوري الخليج العربي، مبيناً أن الاستقرار الفني له دور مهم في ظهور الأندية بشكل جيد في الموسم الجديد.
وقال عباس: «كنت أتوقع قيام العديد من الأندية بتغيير الأجهزة الفنية، مثل شباب الأهلي، خصوصاً أن الفريق يقوده الإسباني زاراغوسا، المسؤول في الأساس عن فريق تحت 21 سنة، ولكن إدارة النادي أكدت ثقتها بإمكاناته، في المقابل الشارقة قام بالفعل بالتعاقد مع الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، قبل أن يتم تغيير إدارة النادي، وتستقر الإدارة الجديدة على بقاء عبدالعزيز العنبري في منصبه».
وتابع: «المشكلة قد تظهر بعد مرور أربع جولات، وبدلاً من عدم قيام الأندية بعمل تغييرات على مستوى المدربين قبل بداية الموسم، قد تسهم النتائج السلبية في ترحيل هذه العملية لتحدث عقب بداية الموسم، رغم أهمية الاستقرار، ومنح المدربين الفرصة كاملة».
من جانبه، قال المحلل في قنوات أبوظبي الرياضية، رضا بوراوي: «دوماً ما كنا نتحدث عن أهمية استقرار الأندية، وعدم اللجوء بشكل سريع لإقالة المدرب، وأرى أن تأثير فيروس كورونا على كرة القدم في معظم دول العالم منح الأندية فرصة الاستفادة من الاستقرار الفني، لجوانب عدة، أبرزها تقليص عملية الإنفاق المادي، إلى جانب أن إنهاء الموسم حدث بصورة غير متوقعة، ولا يوجد ما يستدعي إقالة المدربين».
وأضاف: «أرى أن تغيير أربعة أندية لمدربيها نسبة جيدة، ولكن بالنسبة لي قيام نادي الوحدة بالاستغناء عن الإسباني مانويل خمينيز بمثابة علامة استفهام، خصوصاً أن العنابي تحسنت نتائجه في النصف الثاني من الموسم، وكان أفضل فريق في الدور الثاني من الدوري».
وختم قائلاً: «البرتغالي بيدرو إيمانويل لم يحصل على فرصته كاملة مع العين، لذلك استمراره أمر طبيعي، وتمسك شباب الأهلي بالإسباني زاراغوسا قد يسهم بشكل إيجابي في نتائج الفريق، خصوصاً أن المدرب حقق نتائج جيدة مع الفريق في الموسم الماضي».