كشف تقرير إسرائيلي، عن تحذير خبراء إسرائيليون من تسرب نفطي قد يقضي على الحياة تحت الماء، ويدمر الشعاب المرجانية النادرة في إيلات، وذلك مع بدء تدشين خط النقل بين البحر الأحمر والمتوسط بموجب اتفاق بين أبوظبي وتل أبيب.
وقالت الكاتبة سو سوركيس في التقرير الذي نشر على موقع "زمن إسرائيل"، إن "أكثر من 200 بيئي إسرائيلي وعالمي ناشدوا الحكومة الإسرائيلية لوقف خطط تحويل خط أنابيب قديمة لنقل النفط الخام من الخليج العربي إلى جنوب أوروبا عبر إسرائيل، خوفا من كارثة بيئية قد تقضي على الشعاب المرجانية الشهيرة، مع وجود بوادر لكارثة الانسكاب النفطي".
وأوضحت سوركيس أن "الموقعين على الرسالة حذروا من تبعات المبادرة الإسرائيلية الإماراتية المشتركة لنقل النفط والمنتجات البترولية من البحر الأحمر إلى المتوسط عبر إسرائيل، رغبة بإنقاذ الشعاب المرجانية المهددة بالانقراض مستقبلا، وهذه الكارثة قد تلحق الضرر بحياة أخرى تحت الماء، وتدمر صناعات السياحة في إسرائيل والأردن ومصر، وتوقف تحلية المياه على شواطئ البحر المتوسط، التي تزود إسرائيل بالكثير من مياه الشرب" وفقاً لترجمة موقع "عربي 21".
وقال البروفيسور يوسي ليفيا من جامعة تل أبيب، الموقع على الرسالة، والفائز بميدالية داروين المرموقة عام 2000 عن أبحاثه في الشعاب المرجانية، إن "اتفاقية النفط الإماراتية الإسرائيلية "قنبلة بيئية موقوتة"، وتعرض خليج إيلات والعقبة بالكامل وشواطئ سيناء وشعابها المرجانية وشواطئ البحر المتوسط لخطر هائل ناجم عن تسرب، أو خلل أو تخريب متعمد، وستكون انفجار هذه القنبلة في منطقتنا مسألة وقت".
وأكد أن "الاتفاقية بين إسرائيل والإمارات تسمح بنقل 120 سفينة نفط تحتوي على ثمانية مليار غالون، أي قرابة 30 مليون متر مكعب من النفط الخام والمنتجات البترولية، مشددا على أن النفط سيتدفق من الخليج عبر خطوط أنابيب وكالة حماية البيئة عبر صحراء وادي عربة والنقب إلى محطة عسقلان على ساحل البحر المتوسط".
وأضاف أنه "من هناك سيتم تحميلها مرة أخرى على ناقلات وشحنها إلى أسواق دول البحر المتوسط في أوروبا، وسيتم نقل النفط عبر نفس نظام خطوط الأنابيب في الاتجاه المعاكس، من منطقتي البحر المتوسط والبحر الأسود إلى آسيا، وتحقق الاتفاقية ربحا يقدر بـ800-700 مليون دولار على مدى ثماني سنوات، مع العلم أن معظم النفط اليوم يمر من الخليج عبر قناة السويس أو خط أنابيب نفط سوميد في مصر".
بدوره، قال يوفال أربيل من منظمة "كلير" لحماية البحار والشواطئ، انتقد اتفاق إسرائيل والإمارات،: "لا توجد سابقة في العالم لناقلات تفريغ النفط المجاورة للمحميات الطبيعية والمواقع السياحية والشواطئ، بينما تم بناء منشآت وكالة حماية البيئة وفق المعايير الحديثة عام 1968، كمبادرة إسرائيلية إيرانية مشتركة لنقل النفط الآسيوي من إيلات إلى أوروبا، عبر شبكة خطوط الأنابيب من إيلات إلى عسقلان وصولا إلى حيفا".
وأضاف أنه "قبل ست سنوات سجلت شركات النفط الإسرائيلية رقما قياسيا مشينا في إحداث أكبر ضرر بيئي بتاريخ إسرائيل عندما تمزق أحد أنابيبها، مع تدفق خمسة ملايين متر مكعب من النفط الخام إلى محمية إيفرونا الطبيعية في جنوب إسرائيل".
وأكد أنه "في أواخر يناير 2020، أدينت هذه الشركات بانتهاك الطبيعة المحمية في البحر الأحمر، بعد تضرر أكثر من 2600 من الشعاب المرجانية على ساحل إيلات، ويخشى الموقعون على الرسالة من أن تسرب النفط في إحدى المحطات بموجب الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي قد يتسبب في أضرار أكبر، بما في ذلك محمية الساحل المرجاني الشهيرة في إيلات، التي تقع على بعد بضع مئات من الأمتار من الميناء".
وجاء في الرسالة أن "تسرب النفط بموجب الاتفاق ذاته لن يقتل الشعاب المرجانية في خليج إيلات فحسب، بل سيضر بفرص إنقاذ الشعاب المرجانية من الانقراض في جميع أنحاء العالم، محذرة من انسكاب نفطي آخر أكبر من الناقلات، ومن أن التلوث سينتشر بسرعة بسبب الرياح القوية المعتادة في خليج إيلات، بما فيها تسرب 1٪ من سعة الخزان، بما يعادل آلاف براميل النفط"
وفي أكتوبر الماضي، وقع إيتسيك ليفي رئيس شركة خطوط الأنابيب الأوروبية-الآسيوية المملوكة للحكومة الإسرائيلية، وهي شركة خطوط الأنابيب إيلات-عسقلان سابقا، مذكرة تفاهم مع هشام عبد الحميد أحمد رئيس شركة "Med-Red Land Bridge"، وهي مبادرة إسرائيلية إماراتية مشتركة لنقل النفط والمنتجات البترولية من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر إسرائيل.