أعرب المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان (منظمة حقوقية) عن استنكاره الشديد للإجراءات العنصرية التي تطال أبناء معتقلي الرأي في الإمارات الذين يدفعون بدورهم ثمن قرابتهم وصلتهم بالمعتقلين حيث تستمرّ السلطات بالتضييق عليهم حتى في الحق في الحصول على لقاح كورونا كغيرهم من أبناء الوطن.
ورأى المركز في بيان له، اليوم الجمعة، أن هذا التنكيل المستمرّ ضد أبناء المعتقلين مرفوض بشكل كامل وينتهك جميع المواثيق والقوانين الدولية لحقوق الإنسان وهو شكل من أشكال العقاب الجماعي للمعتقل وعائلته.
ولفت المركز، إلى أن العديد من عائلات سجناء الرأي تستهدفهم السلطات ويعاقبون بسبب محاكمة ذويهم ومعظمهم يواجه نفس الإجراءات التعسفية.
وأشار إلى حرمان البعض من الحق في تجديد وثائقهم الشخصية وهويتهم في حين جُرِّد آخرين من جنسيتهم الإماراتية ومن الخدمات الأساسية للدولة كالصحة والتعليم.
وكانت السيدة عواطف زوجة معتقل الرأي عبد السلام درويش قد نشرت على حسابها في موقع “تويتر” أن ابنتها لا تملك الحق في تلقي لقاح كورونا في بلدها الإمارات وذلك لأنه تم سحب هويتها منها أثناء زيارتها لوالدها في السجن.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشتكي فيها عائلة المعتقل عبد السلام درويش من الانتهاكات التي تتعرض لها حيث سبق وأن ناشدت حكام الإمارات بوضع حد لمعاناة أسرتها والكف عن مضايقتهم خاصة مع سحب الجنسية من أبنائها سنة 2016 .
كما ناشدتهم بصرف راتب تقاعد زوجها المعتقل المعتقل عبد السلام درويش بعد أن تمّ تعليق صرفه مما تسبب في حرمان أبنائها من دخل والدهم بالإضافة إلى المعاملة السيئة والظالمة التي يتعرضون لها منذ اعتقال زوجها في يوليو 2012.
اعتقلت السلطات عبد السلام درويش في 24 يوليو 2012، واحتُجزته بمعزل عن العالم الخارجي لمدة سنة تقريبًا بتهمة “التآمر والمس بهيبة الدولة” وتهم أخرى باطلة بسبب توقيعه على عريضة سنة 2011 للمطالبة بإصلاحات سياسية في البلاد. وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات ضمن المحاكمة الجائرة لمجموعة “الإمارات 94”.
في السياق، اعتبر المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، هذا التصرف بتعدٍّ صارخ على حقها كمواطنة في بلد أطلق مبادرة “ائتلاف الأمل” لتسهيل ودعم توزيع 6 مليارات جرعة من التطعيمات حول العالم مع رفع هذه القدرة إلى 18 مليار بنهاية 2021.
وجدد المركز، دعوته السلطات الإماراتية إلى وقف كل الممارسات الانتقامية ضد أسر المعتقلين وتمكين ابنة المعتقل عبد السلام درويش من حقها في تلقي لقاح كورونا لأن سلامتها الصحية واجب على الدولة كبقية المواطنين بل وكبقية البشر داخل الدولة.
وأكد المركز في ختام بيانه على ضرورة منح جميع عائلات المعتقلين حقوقهم والكف عن مضايقتهم والتنكيل بهم كنوع من العقاب الجماعي في انتهاك صارخ للقانون الدولي.