أحدث الأخبار
  • 10:19 . بدء إغلاق موانئ أميركية مع اقتراب العاصفة المدارية "بيريل"... المزيد
  • 08:45 . كتائب القسام تعلن تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في صفوفها خلال الحرب... المزيد
  • 07:48 . الإمارات تصدر جواز سفر بصلاحية 10 أعوام لفئة عمرية معينة... المزيد
  • 07:40 . أوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة روسية من طراز “سو-25”... المزيد
  • 07:01 . انقلاب سفينة حربية إيرانية في ميناء بندر عباس... المزيد
  • 06:30 . انخفاض الاحتياطي الأجنبي لـ"إسرائيل" إلى 210.2 مليار دولار في يونيو... المزيد
  • 06:29 . إيران ترفض بياناً عربياً بشأن الجزر الإماراتية المحتلة... المزيد
  • 11:32 . دراسة: التطبيقات ومحتويات الإنترنت تفسد العلاقات العاطفية الحديثة... المزيد
  • 11:32 . فرنسا تجري انتخابات برلمانية يطمح اليمين المتطرف فيها للسلطة... المزيد
  • 11:30 . البرازيل تودع كوبا أمريكا بركلات الترجيح أمام أوروغواي... المزيد
  • 11:29 . التعاون الخليجي يدين مجزرة مدرسة "الأونروا" في غزة ويعدها انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية... المزيد
  • 11:28 . رئيس الدولة يبحث مع نظيره الإندونيسي علاقات البلدين... المزيد
  • 11:28 . كأس أمم أوروبا.. هولندا تنجو من مفاجآت تركيا وإنجلترا تتفوق بركلات الترجيح... المزيد
  • 11:26 . ار تفاع الناتج المحلي العُماني 0.8% في الربع الأول من 2024... المزيد
  • 11:21 . الشرطة البريطانية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين في لندن... المزيد
  • 10:19 . حماس تكذب مزاعم الاحتلال الإسرائيلي وجود مقاومين بمدرسة الجاعوني... المزيد

"سقطرى" مستعمرة أبوظبي في اليمن.. مفتوحة للأجانب ومحرمة على اليمنيين

يتوافد السياح إلى سقطرى بتأشيرات إماراتية
ترجمة خاصة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 21-06-2021

تعد جزيرة سقطرى اليمنية جنة نادرة على الأرض. بقعة فيها نباتات فريدة قرب الشواطئ الرملية البيضاء، في مكان لا مثيل له في العالم.

وعلى الرغم من أن هذا المشهد الفريد يتبع اليمن، التي يعتبر أهلها الجزيرة كنزاً وطنياً حقيقياً، إلا أن الوصول إلى سقطرى، الواقعة شمال غرب المحيط الهندي، على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوب البر الرئيسي لليمن، أصبح مستحيلاً تقريباً، باستثناء بعض السياح الأجانب.

تعطلت السياحة الخارجية إلى اليمن في عام 2015 ، عندما اندلعت الحرب المستمرة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأرواح وأثرت بشدة على البلد الفقير بالفعل.

تقع سقطرى على بعد حوالي 1000 كيلومتر من مدينة عدن الجنوبية، مقر الحكومة اليمنية، وسرعان ما وجدت نفسها معزولة، بعد أن تم تعليق الرحلات الجوية المباشرة من صنعاء وعدن ومحافظات أخرى.

تقلع بعض الطائرات من حضرموت، لكن الطرق المؤدية إلى هذه المحافظة مليئة بنقاط التفتيش، وتشهد أحياناً بعض المواجهات بسبب انتشار بعض الجماعات المسلحة.

في بداية الحرب في اليمن، تعرضت البلاد لإعصار تشابالا، الذي دمر المحافظات الجنوبية، بما في ذلك سقطرى.

مساعدة ضحايا الإعصار

بدأت أبوظبي، التي دخلت البلاد ضمن التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية ضد جماعة الحوثي، بالانتشار في أرخبيل سقطرى، زاعمة أن قواتها موجودة هناك لتهب لمساعدة ضحايا الإعصار.

في بادئ الأمر تلقت القوات الظبيانية ترحيباً حاراً من الحكومة والسكان المحليين، الذين أعربوا عن امتنانهم لبناء مساكن للطوارئ وإنشاء البنية التحتية الطبية والمائية، وإعادة تأهيل المراكز الصحية المتضررة، وتوفير رعاية رخيصة أو مجانية للمرضى، وتنظيم الرحلات العلاجية إلى جميع أنحاء الخليج.

ومع زيادة وجود الإماراتيين وتأثيرهم على الجزيرة، أصبحت سقطرى في متناول الزوار القادمين من الإمارات، وتم تسيير رحلات جوية مباشرة من دبي إلى سقطرى.

في مايو 2020، اندلعت اشتباكات في الجزيرة بين مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال والمدعوم من الإمارات، وبين القوات الحكومية، انتهت بعد شهر، بسيطرة الانفصاليين على عاصمة الجزيرة.

يسكن هذا الأرخبيل المكون من أربع جزر، أكبرها سقطرى، أكثر من 60 ألف نسمة. وتقع على الطرق البحرية الرئيسية المتقاطعة مع خليج عدن، وقد احتلها البرتغاليون والبريطانيون وغيرهم في أزمنة سابقة.

يتميز أرخبيل سقطرى، الذي يلقبه الكثيرون بـ"غالاباغوس" المحيط الهندي، بتنوع بيولوجي لطالما جذب السياح المغامرين إلى مياهه الصافية وتضاريسه الوعرة ونباتاته الفريدة الأخرى، مما أدخله قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2008.

عودة الأجانب إلى الجزيرة

على مدى السنوات الخمس الماضية، اعتاد السكان المحليون على رؤية مواطني الخليج في جزيرتهم، لكن الإمارات سهلت مؤخرًا على السياح الأجانب دخول سقطرى.

يقول عقيل، وهو أحد أبناء الجزيرة: "منذ العام الماضي ونحن نعيش بسلام، والهدوء يسود سقطرى. وبدأنا نرى أجانب وأشخاصاً من الخليج يأتون".

وأضاف: "قبل الحرب، جاء العديد من السياح الأجانب إلى الجزيرة وكنا نبيع لهم منتجات محلية، لكن ذلك توقف بعد عام 2015".

وقال عقيل إنه حتى السياح القلائل الذين يأتون اليوم يفضلون استكشاف الطبيعة بدلاً من زيارة أسواق حديبو عاصمة الجزيرة.

ومثل العديد من سكان الجزر، لا يريد عقيل رؤية سقطرى غارقة في الصراع اليمني، الذي حرمهم من مصادر دخلهم الرئيسية من السياحة، لكنه سعيد بعودة الأجانب.

وأضاف عقيل: "أعلم أن هؤلاء السياح يمرون عبر الإمارات دون أي تنسيق مع الحكومة اليمنية وهذا ليس جيداً بطبيعة الحال، لكن على الأقل فإننا نرى الأجانب في الجزيرة مرة أخرى".

وقال إن هناك بعض الزائرين اليمنيين من عدة محافظات يأتون أيضاً إلى الجزيرة بالطائرة أو القوارب، لكن بشكل ضئيل.

"على الرغم من الخلافات السياسية حول سقطرى وانعدام التنسيق، لكن وجود الأجانب يمنحنا الأمل في عودة الجزيرة إلى ما كانت عليه قبل الحرب"، كما يقول عقيل، الذي يتذكر الزمن الأكثر سلاماً الذي عاشه في سقطرى، دون انتشار للمسلحين -الذين يظهرون بكثافة عند وجود الأجانب- كما هو الحال الآن.

واتهم نشطاء من سقطرى وأماكن أخرى، على وسائل التواصل، الإمارات بإرسال إسرائيليين إلى الجزيرة، لكن لم ترد الإمارات ولا مؤيدوها في الجزيرة على هذه المزاعم. ولكن ما تم تأكيده على وسائل إعلام رسمية ودولية أن أبو ظبي سهلت الرحلات للجزيرة.

يقول عقيل: "لقد سمعنا شائعات بأن إسرائيليين يزورون الجزيرة، لكننا لسنا متأكدين. نحن نعلم فقط أنهم أجانب، وقوات الأمن فقط هي التي يمكنها الحصول على المعلومات".

في مايو الماضي، نشرت مريم السقطري، وهي ناشطة سقطرية تقيم في الكويت، على حسابها في تويتر، صوراً لأجانب في الجزيرة، قالت إن الإمارات إنهم ضباط مخابرات إسرائيليون دخلوا الجزيرة كسياح.

السياحة غير الشرعية

اتهم مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام اليمني ، دولة الإمارات بالتعدي على سقطرى والتخطيط لسنوات لتعزيز سيطرتها على الجزيرة.

وقال في تغريدة مطلع الشهر الماضي، إن الإماراتيين اليوم هم المسؤولون في سقطرى، وحتى الوفود السياحية تطلب الإذن من الإمارات لدخول الجزيرة.

وأكد أن الإمارات تنتهك السيادة اليمنية من خلال إرسال وفود من السياح الأجانب إلى سقطرى.

وفي 25 مايو الماضي، نشر سفير اليمن في الأردن علي العمراني تغريدة يتهم فيها الإمارات بالسيطرة غير الشرعية على الجزيرة اليمنية.

وقال العمراني: "جاء الإماراتيون لإعادة الشرعية إلى صنعاء، لكنهم طردوها من عدن، ويدعمون خصوم الشرعية من الانفصاليين كي يهيمنوا على جزيرتي سقطرى وميون، وغيرهما، ويجلبون السياح الأجانب إلى سقطرى، دون تأشيرة من حكومة اليمن. في أي عالم نعيش؟ وبأي منطق نفهم كل ذلك؟".

وأكد مصدر من وزارة الإعلام والسياحة والثقافة في عدن أن الوزارة والأجهزة الأمني، التي ينبغي من حيث المبدأ أن تكون على علم بوصول السائحين إلى اليمن، لا تعرف في الواقع أي شيء عما يحدث في سقطرى.

وقال المصدر: "سقطرى خارج سيطرة الحكومة وكل السياح يأتون مباشرة من الإمارات بدون تأشيرة يمنية. هذا غير قانوني، وعلى الحكومة اليمنية إثارة هذه القضية مع المجتمع الدولي لأن الإمارات فعلاً تحتل سقطرى".

وعبر المصدر عن استيائه من الانتهاكات التي ارتكبتها الإمارات، ومن صمت الحكومة على الأوضاع في سقطرى.

وأضاف: "لا أحد يستطيع أن يقول لا للإمارات، والحكومة اليمنية تدرك أنها لا تستطيع فعل أي شيء، لذا فهي تلتزم الصمت حيال هذه الانتهاكات".

في السنوات الأخيرة، دارت عدة معارك بين قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا ضد قوات المجلس الانتقالي الانفصالية، والمدعومة من الإمارات.

لكن في حين تشكلت الحكومة اليمنية الحالية، العام الماضي لسد الفجوات بين الحكومة والانتقالي، لا يزال الانفصاليون يرفضون الاعتراف بشرعية الرئيس هادي.

وقال أحمد الحميدي أحد أنصار الانتقالي: "سقطرى جنوبية، والإمارات حليفتنا وتدعمنا في مختلف المجالات، لذلك أيدينا مفتوحة لها ولسياحها في سقطرى وفي جميع أنحاء الجنوب".

ويزعم الحميدي أن المجلس الانتقالي هو فقط من يحق له الحديث عن سيادة سقطرى والجنوب. وقال "نطلب من الإماراتيين التدخل ومساعدتنا في الحفاظ على سيادة الجنوب ضد حكومة الشمال التي تنهب ثرواته".

 

مكان لا يمكن الوصول إليه لليمنيين

زار ظافر الأمين، أحد سكان صنعاء، جزيرة سقطرى في عام 2009 ، وقد أُبهر بالمناطق الطبيعية للجزيرة ولطف أهلها، والمعروفين بضيافتهم للسياح.

وقال الأمين: "سقطرى مكان لا مثيل له في اليمن. هذا هو المكان الذي يمكن أن يذهب إليه اليمنيون لقضاء إجازاتهم، لبضعة أيام، لكن حالياً أصبح الوصول إليها صعباً، خاصة لذوي الدخل المحدود".

يشتهر أرخبيل سقطرى بتنوعه البيولوجي الفريد وثراء نباتاته وحيواناته. ووفقاً لليونسكو، فإن 37٪ من بين 825 نوعًا من النباتات و 90٪ من أنواع الزواحف لا توجد في أي مكان آخر في العالم.

تُصنف شجرة دم الأخوين في سقطرى، المعروفة بظلالها المميز، وشكلها المظلي وصبغتها الحمراء، على أنها تراث عالمي.

وتابع الأمين بحرقة: "في السابق، كان بإمكاننا الوصول إلى سقطرى بالطائرة من صنعاء، ولكن علينا الآن الوصول إلى حضرموت بالسيارة في رحلة محفوفة بالمخاطر يمكن أن تستغرق ثلاثة أيام".

وعبر الأمين عن ألمه لصور السياح الأجانب في سقطرى، بالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها اليمنيون في الوصول إلى الجزيرة.

وقال: "بالإضافة إلى ذلك، نحن ضحايا للتمييز ونعاني من إهانات الجنود الجنوبيين عند نقاط التفتيش وفي الشوارع، لذلك من الخطير علينا السفر".

أعرب الأمين عن أمله في أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب، وأن يتمكن من زيارة سقطرى مرة أخرى.

 

المصدر: موقع Middle East Eye الناطق بالفرنسية