نشر مركز مناصرة معتقلي الإمارات تسجيلاً مصوراً يوثق شهادة لأحد المعتقلين السابقين في سجون أبوظبي، والذي شهد بعينيه وسمع بأذنه كيف يتم تعذيب معتقلي الرأي في أقبية المخابرات الأمنية.
وقال المعتقل السابق الذي ظل في سجون أبوظبي لما يزيد عن خمس سنوات: "أنت في أقبية المخابرات الإماراتية، كانت هذه أول كملة أسمعها عندما وطأت قدمي السجن الأسود كما اصطلحنا على تسميته وكانت في سرداب التعذيب الذي لم نكن نتوقعه".
وأضاف "كان صادماً أن تصمت أصوات التعذيب في دولة تبهر العالم بصورها المزركشة، وألوانها الفاقعة، كان صوت التعذيب الذي يستقبلك في سجون الأمن في أبوظبي ينبئك عن هول قادم تجاهك".
وتابع: "ككل الذين يقتادون لسجون الأمن لم أرَ شيئاً سوى جدران زنزانتي، فعيناي يلفهما القماش الأسود دوماً والقيود في يدي ورجلي تعيق حركتي الطبيعية".
وأضاف في شهادته:" فاجأتني الصفعة الأولى على وجهي ثم توالت صنوف التعذيب من ضرب ولكم وصولاً إلى خلع الملابس والتهديد بالاغتصاب.
وأكد المعتقل السابق أن من واجبه، أن يخبر عمن يستغيثون تحت سياط الجلاد، فسجن الرزين يغيب المريض محمد درويش الذي خضع لعمليات عدة أثناء سجنه، وتدورت حالته الصحية بفعل التعذيب المستمر.
ويواصل" ففي السجن الأسود ولأسابيع متعاقبة، تعرض (درويش) للضرب بالعصي الغليظة، وشاركه أحمد الحمادي هذا الصنف من التعذيب بل وزيادة. ولا أنسى تعذيب من تعرفه كل دبي بسمته ويعرفه من حوله بزهده الشيخ خالد كلنتر".
وأردف "لقد حرقوا لحيته التي شابت على منابر المساجد وهو يدعو الناس للصلاح، لقد آذوه كما أُوذي الصالحون من قبله بالشتم والمنع من النوم والضرب على الظهر مباشرة وهو الذي تجاوز عمره الستين عاما".
وواصل شهادته بالقول: "الإيهام بالموت أسوأ أنواع التعذيب استخدمه ضباط الأمن على سجين أمريكي ليبي الأصل، لقد أخبروه بحكم الإعدام عليه، فكانوا يقتادونه معصوب العينين إلى منطقة صحراوية لتنفيذ الحكم المزعوم، وهناك يجلسونه على ركبتيه لساعات ثم يبلغوه بتأجيل الحكم".
وتابع: "كل هذا الظل يقودنا لسؤال مهم، إن كان هؤلاء مذنبون بالأدلة بزعم السلطات فلم التعذيب لإجبارهم على الاعتراف بما لم يفعلوه..؟". "وقبل أي شيء يجب سؤال السلطات الإماراتية عن سبب وجود السجون السرية التي تنشأ لتخبئة أسرار الدولة، كانتهاك كرامة الإنسان وتعذيب السجناء فإن كانت كما تدعي لا تمارس التعذيب ضد المعتقلين فلم إيداعهم سجوناً سرية تصل لسنوات بحق البعض".