قالت صحيفة ألمانيّة إن الانقلاب الذي قام به الرئيس التونسي قيس سعيد على الدستور، تم بعد أخذه المشورة من جنرالات مصريين.
ونشرت صحيفة "فرانكفورتر" الألمانية مقالا للخبير السياسي راينر هيرمان، قال فيه إن تونس ظلّت مختبرا للديمقراطية في العالم العربي لمدة 10 سنوات، وكانت بالفعل في طريقها إلى ديمقراطية كاملة، وهو ما يعني "شوكة في خاصرة حكام مصر والخليج".
وتابع بأنه منذ بداية انتخاب سعيّد رئيسا للبلاد في أكتوبر 2019، بدأ العمل في مصر تحديدا من قبل جنرالات على آلية لقلب الدستور، وإنهاء العملية السياسية.
وأضاف أن جنرالات مصريين قدموا لسعيد خدمات استشارية بشكل مباشر قبل شهرين من إقالته رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميده عمل البرلمان.
ولفت الكاتب إلى أن سعيّد لا يزال بحاجة إلى جهات فاعلة تضفي صفة شرعية لانقلابه على الدستور كي تتاح له فرصة التفرد بالحكم بشكل مطلق، ومن غير الواضح كيف سيكون ميول الجيش لهذه الفكرة، بحسب الصحيفة الألمانية.
وفي نهاية يوليو الماضي، أي بعد أيام فقط من الانقلاب، قالت مصادر لموقع "عربي21" إن السفير الأمريكي في تونس دونالد بلوم، طلب من الرئيس قيس سعيّد مغادرة ضباط المخابرات المصريين والإماراتيين المتواجدين في تونس، قائلا إن الأخيرين رافقوا عملية الانقلاب.
وأوضحت المصادر أن الضباط كانوا قدموا إلى تونس بذريعة تقديم مساعدات لمقاومة جائحة كورونا قبل أسبوعين تقريبا، ولم يغادروها حتى اللحظة.
ومنذ 25 يوليو الماضي، اتخذ سعيد سلسة إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة على أن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة.